القيادة عجزت عن ملء الفراغ الذي تركه “الدا حسين” “الأفافاس” على شفا حفرة من نار

elmaouid

 

الجزائر- يعيش حزب جبهة القوى الاشتراكية في الآونة الأخيرة حالة تمزق بسبب المشاكل التي تعصف بالجبهة الداخلية للحزب، خاصة بعد إبعاد رشيد حاليت من الهيئة القيادية للجبهة، تبعته استقالة السكرتير الأول الأسبق أحمد بطاطاش والذي يرأس لجنة إعادة صياغة القانون الأساسي للحزب، الأمر الذي ينبئ بتأزم الأوضاع وعدم الاستقرار الذي ينخر صفوف حزب “الدا حسين”، بالإضافة إلى الخلافات بين القيادة التي ما إن تدخل

على حزب إلا فككته وألقت به إلى الحضيض.

كما يعتقد العديد من متتبعي “مسلسل الأفافاس” أن السيل سيبلغ الزبى في بيت الحزب، نظرا لأن آيت أحمد ترك فراغا كبيرا بعد أن كان يسيطر على كل كبيرة وصغيرة في الحزب، كما كانت له حكمة ورزانة يشهد لها الصديق  والخصم، كما عجزت القيادات في لم الشمل والترفع عن الخلافات والمصالح الشخصية بعد وفاة “العراب” آيت أحمد الذي كانت له قدرة على تسوية الخلافات في صمت و هدوء، ما مكنه من الحفاظ على الحزب و إعطائه احتراما من كل الأطراف رغم المتربصين به.

يعلم المتتبع للأفافاس جيدا أن متاعب الحزب ليست وليدة اليوم، بل ظهرت بوادرها منذ أيام آيت أحمد، إلا أن الأب الروحي لجبهة القوى الإشتراكية استطاع الحفاظ على استقرار حزبه بحنكة سياسية أخضعت لها كل الأفكار والرؤوس والأيدي تحت سقف واحد وفي اتجاه واحد، إلا أن النزاعات سكتت عنها الألسن واحتوتها القلوب التي لم تقتنع  بالوحدة، بل اقتنعت بقوة آيت أحمد، والدليل عودة الجو المتأزم بسبب غياب الحوار  في مدة لم تتجاوز السنة بعد رحيل القبضة الحديدية للزعيم الذي حارب  كل الجبهات من أجل الأفافاس.

ولم تقتصر الخلافات بين قيادة الحزب المعارض لكل ما تقدمه السلطة عند هذا الحد، بل وصل الأمر والحزب على أبواب الاستحقاقات التشريعية، إلى التراشق بين القيادة، حيث ظهر جليا الخلاف بين شافع بوعيش، رئيس المجموعة البرلمانية، وعبد المالك بوشافة حيث أبدى تذمره من عدم إشراكه من طرف هذا الأخير في أنشطة الحزب، الأمر الذي يضع الجبهة على شفا حفرة من نار، لن ينجو منها أحد إن لم يتم احتواؤها وجعل  وحدة واستقرار واستمرارية الحزب كقوة في الساحة السياسية أولى الأولويات.