لا شكَّ أنَّ القنواتِ الفضائيَّةَ، وما تحمله من إبهار في الصُّورة والصَّوت معًا، وما تملكه من ذَيْعٍ وانتشار لها أخطارٌ وسلبيات على المستوى الثَّقافي والاجتماعي، يمكن رَصْد مجموعة مِن أهمِّ السَّلبيات:
– إشغال الفرد والأمَّة عن أداء واجبات مهمَّة، فإدمان مشاهدة الفضائيات أشدُّ خطرًا من إدمان المخدرات، خاصَّة على مَن يعتمد سياسةَ قتل الوقت، وإضاعة العمر.
– إدخال كثيرٍ من العادات الغَربيَّة إلى بيوت المسلمين، ونقل أخلاق البيئات الشاذَّة والمنحرفة إلى مجتمعنا، خصوصًا ما يتعلَّق بالنساء والأزياء والاختلاط، وتقليد نمط الحياة الغربيَّة.
– تأصيل الأنانيَّة وحبِّ الذَّات، وضعف الرُّوح الجماعيَّة، وضعف القيام بحقوق الوالدَين، وقطع الأرحام، فقد سجَّلت الدِّراسات أنَّ الاجتماع الأُسريَّ أصبح نشاطًا سلبيًّا بين أفراد الأُسرة؛ وذلك لقلَّة الحوار، والجلوس فقط للمشاهدة الصَّامتة للأحداث المتسلسلة على شاشات الفضائيات. أضفْ إلى ذلك تقليلَ فرص الاحتكاك بين المراهقين ووالديهم، وإبعاد المراهقين والشَّباب عن المسَّؤوليات الأُسريَّة، والحياة العامَّة، فضلاً عن إضعاف الرَّوابط بين الأُسرة والعائلة الكبيرة، وقلَّة الزِّيارات بينهما.
– الإسهام بشكلٍ مباشر في هبوط مستوى التَّحصيل لطلبة المدارس والمعاهد والجامعات، فقد أكَّدت الدِّراسات الحديثة أنَّ 64% من طُلاَّب الجامعات تَشغلهم أفلام ومسلسلات الفضائيات عن تحصيل دروسهم.
– الإسهام في نشْر الرَّذيلة والإباحيَّة، والأمراض النَّفسيَّة والاجتماعيَّة، وسلبيات سلوكيَّة من خلال التَّركيز على أفلام العُنف والإغراء، والتَّوسُّع في الإعلانات. وهذا باعتراف أساتذة واجتماعيِّين غربيِّين فيقول “جيفري جونسون” من جامعة كولومبيا ومعهد نيويورك للطِّبِّ النَّفسي: ” إنَّه يتوجَّب على أولياء الأمور أن يَتجنَّبوا السَّماح لأطفالهم بمشاهدة التِّلفاز لأكثرَ من ساعة يوميًّا على الأقلِّ في فترة المراهقة المبكرة”، وأكَّدت دراسته العمليَّة التي أجراها في شمال نيويورك وجودَ عَلاقة مباشرة بين ساعات مشاهدة برامج التلفاز العنيفة، والسُّلوك العدواني في المرحلة اللاَّحقة، بمقدار خمسةِ أضعاف للذين يُشاهدون برامجَ تلفاز عنيفة، لفترة تَتراوح بين أقلَّ من ساعة، وثلاث ساعات أو أكثر. فلا بدَّ من التَّأكيد على دور الأُسرة في التوعية والتَّنبيه على الآثار السلبيَّة للفضائيات، وتنظيم وقت الأُسرة .