القناعة … راحة وبركة

 القناعة … راحة وبركة

من أراد الحياة الطيبة فعليه بالقناعة؛ قال الله عز وجل ” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ” النحل: 97، لقد أفلح وفاز من رُزِق القناعة؛ ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “قد أفلح من أسلم، ورُزِق كفافًا، وقنَّعه الله بما آتاه”. ومن قنع بما رزقه الله عز وجل بارك الله فيه، قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرحه لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “ومن يستغن يُغنِه الله”، قوله صلى الله عليه وسلم: “ومن يستغْنِ” أي: بما عنده ولو كان قليلًا “يُغْنه الله” عز وجل، ويبارك له فيه. والإنسان القنوع من أغنى الناس، قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لابنه عمر: “يا بني، إذا طلبت الغنى فاطلُبه بالقناعة، فإن لم تكن لك قناعة فليس يغنيك مال”. والقنوع إنسان عاقل، قال أبو حازم رحمه الله: ثلاث من كنَّ فيه كمل عقله: من عرف نفسه، وحفظ لسانه، وقنع بما رزقه الله.  ومن لم يقنع وطلب الكثير من زينة الدنيا، فإن لم يحصل عليها أصابه الهم والغم لذلك، وإن حصل عليها فربما ألهته عمَّا ينفعه من أمور دينه ودنياه، قال أبو الدرداء رضي الله عنه: اعلم أن قليلًا يكفيك، خيرٌ من كثير يلهيك. إن في الحرص على الدنيا وعدم القناعة العذاب الحسي والمعنوي. والقنوع إنسان مغبوط، قال مالك بن دينار رحمه الله: “إني لأغبط الرجل الذي يكون عيشه كفافًا ويقنع به”. ومن لم يقنع بما يكفيه فليس في الدنيا شيء يُغْنيه، قال سلمة بن دينار رحمه الله: إن كان يغنيك ما يكفيك فأدْنَى عيشك يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك، فليس في الدنيا شيء يُغنيك. فاللهم ارزقنا القناعة، وبارك لنا فيما رزقتنا.

من موقع إسلام ويب