القمار… رجس من عمل الشيطان

القمار… رجس من عمل الشيطان

إن المقامر أو لاعب الميسر مجنون في ثوب عاقل، فهو يطلب من الدينار الواحد مئة دينار من غير كد ولا تعب ولا نصب، وإنما بضربة حظ أو خبط عشواء، فهو كالمتاجر بالأحلام في سوق الأوهام، قد صار أسيرا للميسر وتزيين الشيطان، فهو إن خاطر فخسر يحاول مرة أخرى لعله يعوض ما ضاع، وإن كسب حمَلته شهوةُ الفوز والكسب على الاستمرار والزيادة، فيخاطر بمبالغ أكبر، إما لتعويض خسارة وإما لزيادة كسب.. فإذا هو يغامر بالعشرات والمئات والألوف صفقة واحدة أو جزافًا بلا عدٍّ، طامعا أن يعود إليه بأضعافه، وما هي إلا لعبة واحدة حتى تذهب به كله، فيقعد صاحبه مذمومًا مخذولاً، محسورًا محزونًا، فلا ماله حفظ، ولا عمره صان، ولا ربَّه خاف واتَّقى، وربما عجّل بنفسه إلى الانتحار وعرضها لعذاب النار، وبئس القرار، وهذه واحدة فقط من عواقب القمار. أضرار ومفاسد والقمار داء وبيل ينحدر بالأخلاق إلى أسفل دركات الانحطاط، وهو آفة الآفات ومصدر النكبات، وهو معول هدم في كيان المجتمع الإنساني، وقد جمع بين مفاسد الدين والدنيا معا: فمن مفاسده الدينية:

– أنه “رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ” مما يدل على تحريمه وأنه من الكبائر، والرجس وصف لكل الأعيان الخبيثة خبثا معنويا أو ماديا.

– أنه من أكل أموال الناس بالباطل وقد حرم الله ذلك فقال: قوله تعالى “ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل” وقال صلى الله عليه وسلم “كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”.

– أنه يصد عن ذكر الله وعن الصلاة، كما قال سبحانه: “إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ”. وأما المفاسد الدنيوية فمنها: أن الميسر يورث العداوة والبغضاء بين اللاعبين المتقامرين قال تعالى: “إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ” فالميسر سبب العداوة بين أصحابه، وإن أظهروا بألسنتهم أنهم راضون؛ فإنهم دائماً بين غالب ومغلوب وغابن ومغبون، والخسارة تدفع المغلوب أحيانا إلى العراك أو حتى قتل الكاسب ليسترد ماله الضائع. فكم يتم من أطفال، وكم رمل من نساء، وكم دمر من أسر،كما يورث التعويد على العطالة والبطالة، وعلى الكسل وعدم اكتساب الرزق من الأسباب الطبيعية، ويؤدي إلى إهمال المقامرين للزراعة والصناعة والتجارة، مما يؤدي إلى ركود الحياة وقلة الإنتاج وتردي المستوى المعيشي. والقمار يجعل الإنسان يعتمد على الحظ والصدفة والأماني الفارغة لا على العمل والجد واحترام الأسباب التي وضعها الله وأمر باتخاذها. من صور القمار وأشكاله صور القمار كثيرة، ونحن نذكر منها هنا:

– المراهنة في لعب الورق، أو المراهنات في لعب النرد، أو في أي شيء يدفع كل من المتراهنين مبلغا، أو يشارك به، ليأخذه من يفوز منهما.

– ومنها مسابقات التلفاز التي تقوم على مبدأ المشاركة التليفونية على شيء ما ويفوز أحدهم بالسحب. أو الإجابة على أسئلة في رسائل نصية مقابل مبلغ معين قليل لا يعبأ به ليمكنه من الدخول في السحب على مبلغ كبير يفوز به أحد المشاركين.. وهذا كثير جدا هذه الأيام.

– ومنها اليانصيب: وهي شراء بطاقات بمبالغ معينة قد تكون زهيدة، ثم يتم السحب على بطاقة أو عدة بطاقات للفوز ويخسر الباقون. وصور القمار والميسر كثيرة جدا، لا يكاد يأتي عليها الحصر والعد.

 

من موقع الالوكة الإسلامي