القلق … المرض القاتل !!

القلق … المرض القاتل !!

القلق من الأمراض النفسية التي تَفتِك بالإنسان وتقوده إلى الانتحار، ويُصاب به الذكورُ والإناث علي حدِّ السواء، الصغارُ والكبار والمسنُّون، لا يفرّق بين مستوى التعليم والثقافة ولا المستوى المادي، الجميع عرضة للإصابة به، ويعد القلق من الأمراض التي غزت العالَم؛ حيث إنَّه لا يوجد إنسان على وجه الكرة الأرضية إلا وهو مصاب بالقلق، وتختلف نسبة الإصابة من شخص إلى آخر، وترتفع نسبةُ القلق عند الإنسان الذي يعيش مهمومًا بالدنيا، في حين أن الإنسان المسلم عندما يصاب بهذا المرض فإنَّ لديه ما يخفف عنه هذا القلقَ والاكتئاب؛ وذلك باللجوء والتضرع إلى الله عزَّ وجلَّ مِصْداقًا لقوله سبحانه وتعالى ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون ” البقرة: 186، وقوله تعالى ” أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ” النمل: 62، فاللجوء إلى الله عزَّ وجلَّ وتعميق الصلة بالله يُزيل هذا القلقَ. وهناك أسباب كثيرة تؤدى إلى القلق، منها عدم الرضا والطمأنينة؛ فالإنسان قد يطلب شيئًا ويأتيه أقلُّ منه، الأمر الذي يعيشه دائما في غير رضًا، وكذلك التكالب على الدنيا والحرص عليها، فالتفكير في الدنيا مطلوب لكي تكون وسيلة تقودك إلى الجنة، لا أن تأخذك إلى جهنم والعياذ بالله؛ فالنبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: “من كانت الآخرةُ همَّه، جعل الله غِناه في قلبِه وجمَع عليه شملَه، وأتتْه الدنيا وهي راغمةٌ، ومن كانت الدنيا همَّه، فرَّق الله شمله وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّرَ له”. ويعدُّ الخوف من زوال النعمة من أسباب القلق؛ فالإنسان ينسى كلَّ نِعَمِ الله عليه، ويفكر مثلاً في نعمة المال، ويخاف ويقلق دائمًا من زوالها، ولنأخذ العبرة والعظة من قول أحد الحكماء: ما فكرتُ في الدنيا قطُّ إلا عندما حفِيَت أرجلي ولم أستطع أن أشتري حذاءً، فذهبتُ إلى مسجد الكوفة فرأيتُ رَجلاً بلا رِجلين، فحمِدتُ الله وشكرتُه على نعَمِه الكثيرةِ. ولعلاج مرض القلق؛ ينبغي للإنسان أن يكون له أهدافٌ سامية يفكر فيها دائما؛ لكي يسعى إلى تحقيقها، وأن يحوِّلَ قلقه إلى قلقٍ حميد يدفعه إلى التغيُّر إلى الأفضل، والشعورِ بالسعادة، إضافةً إلى الرضا بقضاء الله وقَدَرِه.

من موقع الالوكة الإسلامي