أكد رئيس المجلس الوطني الصحراوي، حمة سلامة، الأربعاء، بالجزائر، أن القضية الصحراوية شهدت تطورات سياسية ودبلوماسية كبيرة في المدة الأخيرة، لا سيما بعد العودة إلى الكفاح المسلح الذي أعطى زخما للقضية في مختلف الهيئات والمنظمات الدولية.
وخلال نزوله ضيفا على منتدى “الشعب”، قال السيد سلامة، إن القضية الصحراوية حافظت على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على مركزها القانوني والشرعي، وهذا بالرغم من عدم تطبيق الهيئة الأممية لالتزاماتها، لا سيما ما تعلق بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير. وحسب السيد سلامة، فإن تنصل الأمم المتحدة من التزاماتها أمام تعنت الجانب المغربي الذي تمرد على المجتمع الدولي والشرعية الدولية، أضاع فرصة لإقامة السلام كانت متاحة أمام الشعبين الصحراوي والمغربي، ودفع بالجانب الصحراوي للعودة إلى السلاح”. وأضاف رئيس البرلمان الصحراوي، أن المخزن بسياسة الهروب إلى الأمام والاستقواء بالكيان الصهيوني، خلق اختلالات في المنطقة ودفع إلى انهيار المغرب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وحتى أخلاقيا. كما عرج المتحدث، على العلاقات المغربية سواء مع جيرانه أو مع الاتحاد الأوروبي، والتي قال أنها طبعتها سلوكات غير مسؤولة بادر بها المخزن، لا سيما استخدامه لورقة الهجرة غير النظامية وإغراق المنطقة بالمخدرات، إلى جانب فضائح التجسس المتتالية دفعت كلها إلى “عدم استقرار المنطقة”، ويأتي هذا -يقول السيد سلامة- بينما تمكنت الجمهورية الصحراوية من إثبات تواجدها ومكانتها سواء على المستوى الإفريقي أو على المستوى الأوروبي من خلال تجنيد المزيد من المتضامنين والمتعاطفين مع القضية إلى جانب توسيع علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية التي باتت تربطها معهم علاقات صداقة ما فتئت تتعزز يوما بعد يوم. وأبرز، أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، تمكنت بعد 50 سنة من الكفاح، من بناء وتشييد مؤسساتها القائمة كحقيقة في مختلف المجالات، إلى جانب تعزيز تمثيلها الدبلوماسي عبر دول العالم، كما عززت من تمثيلها في مختلف التنظيمات الجهوية والإقليمية والقارية وحتى الدولية. وأمام التعتيم الإعلامي الذي يفرضه الاحتلال المغربي على أراضي الصحراء الغربية، دعا رئيس البرلمان الصحراوي، إلى ضرورة تجنيد وسائل الإعلام لفضح الممارسات المغربية والدفاع والمرافعة على حق الشعب الصحراوي في مختلف المحافل الدولية، لكسر هذا الحصار. وأردف يقول، إن المغرب بعد أن ضيع فرص السلام مع الجانب الصحراوي، ضيع وللأسف الشديد القضية الفلسطينية بعد إعلانه التطبيع مع الكيان الصهيوني. أما السفير الصحراوي، عبد القادر طالب عمر، فقد أبرز، في مداخلة له، أن القوى الاستعمارية، ظنت أنه بعد احتلال المغرب الأراضي الصحراوية سنة 1975، قد حكمت على القضية الصحراوية بالإعدام، غير أنه بعد 50 سنة من الصمود تأكد لديها أن للشعب الصحراوي الكلمة الأخيرة في تقرير مصيره، مسترسلا أن قضية الصحراء الغربية، لم تخنها الشرعية الدولية إنما خانها تنفيذ القرارات ذات الصلة.
دريس.م