قيل لي السرديون قليلو حظ في التجمعات وإعتلاء المنصات، لأن حضور الشعر يعني غياب القصة، وغياب القصة على المنصة أمر قديم … فأجبت بكل أناة، أيهما إلى الوجود أسبق الشعر أم القصة، هل كانت قصة قابيل
وهابيل شعرا، هل قصص الأنبياء كانت قريضا إعترف لا تتظاهر بالغباء والتغابي، وهل حديث السابقين كالجاحظ والمنفلوطي وطه حسين ورضا حوحو… اعترف !؟ هل ولد الشعر ليقتل القصة… قال: القصة للقراءة، وللتسلية، والشعر للمنصة… قلت: إذا كان الشعر يلقى في سوق عكاظ كمنصة، فالقصة كان المداح يصدح بها في أسواقنا، وكان السرد أقوى من القصيد ومن المعلقات … سكت صاحبي وقال: والله لقد أفحمتني الحجة ولكن ما سبب غياب السرديين عن المنصة…فقلت له: إن كل جديد تنتظره فعاصمة الزيبان هي أول من تناصره … وهي أول من اعتلى السرديون منصاتها مزاحمة الشعراء في مؤاخاة بين الحكي والقريض، ومن إدعى غير ذلك فهو مريض، استسلم صاحبي وبكى وعانقني وقال والله يا صاحبي، نحن خلقنا وترعرعنا في رحم واحدة وخرجنا وعشنا في مدينة واحدة وحياتنا بالآمال واعدة، فاعتلى المنصة واقرأ سردك، وأنا بدوري سأقرأ من الشعر واحدة، فالمنصة لم تخلق لغير الحرف الجميل في أي وعاء صب، هو مقبول … وخير الكلام آخر القول…!!!