أصدر الكاتب الجزائري “نور الدين أبو لحية” الجزء الثاني من السلسلة القرآنية الروائية “التنزيل والتأويل”، وهو بعنوان “القرآن والبيان الشافي”، وهو على شكل رواية طويلة في 800 صفحة، تتناول لغة القرآن الكريم وخصائص نظمه وأسلوبه وكلماته.
وذكر في مقدمة الكتاب دوافع تأليفه له، والتي تتمثل في كون المعارف المرتبطة بالبيان القرآني مفاتيح أساسية للتعامل معه، وفهمه واستنباط الحقائق والقيم والمعارف المختلفة منه، بالإضافة إلى ما لها من دور في تحقيق تذوق الأسلوب القرآني وجماله، وهو ما يجعل ما يطلق عليه [الإعجاز البياني] عاماً لكل العصور، بل شاملاً لكل الناس.
إضافة إلى ذلك يذكر المؤلف أن أكثر الإشكالات التي وقعت في التاريخ والتراث والواقع سببها سوء الفهم للغة القرآن الكريم وتعابيره؛ فكل الانحرافات التي طالت العقيدة في الله سببها عدم مراعاة ما ورد في اللغة العربية التي جاء بها القرآن الكريم من المجاز والاستعارة والكناية والمشاكلة ونحوها.. وهكذا في كل الجوانب الأخرى.
ويذكر كذلك أن أكثر الإشكالات والشبهات التي يثيرها من يطلقون على أنفسهم لقب [الحداثيين] أو [التنويريين] أو [القرآنيين] مرتبطة بالتعامل الخاطئ مع اللغة القرآنية، حيث يحملونها أحياناً كثيرة ما لا تحتمل، ولذلك كان التعرف على البيان القرآني ضرورياً لمواجهة هذه التحريفات.
ويذكر المؤلف أنه راعى في تأليفه للكتاب استيعاب كل ما كتب في هذه الجوانب من المعاني، من حيث الجملة، لا من حيث التفاصيل، ليكون مرجعاً للمهتمين بهذه الجوانب.. بالإضافة إلى مراعاته للتنوع، فلذلك أورد في الرواية مباحث المدارس المختلفة القديمة والحديثة في هذه الجوانب بشكل متناسق حتى لو كانت متعارضة في أصلها.
كما يذكر أنه راعى التبسيط، ولذلك ابتعد عن الكثير من التفاصيل العلمية التي لا حاجة لها، وخاصة تلك التي تربط البيان القرآني بالأدب العربي نثره وشعره؛ وبدل ذلك اكتفى بالأمثلة القرآنية، وأكثر منها، حتى يتيسر الفهم، وبكل يسر وبساطة، حتى للذين لم يدرسوا المبادئ الأساسية للغة العربية.
وقسّم الرواية إلى أربعة فصول، ينتقل فيها في كل فصل إلى مدارس أو مساجد أو حدائق أو غيرها، حيث يلتقي بعلماء وطلبة وأصناف مختلفة من الناس، ومن عصور مختلفة، كل همهم البحث عن أسرار البيان القرآني، عبر أسئلة يسألونها أو مسابقات يجرونها أو مناقشات مختلفة يتناقشون فيها بلغة علمية أدبية مبسطة.
ب/ص
