إننا نقف اليوم لنقول لكل العالم أن القدس ستبقى عربية رغم كل المتآمرين عليها، وما يفعله الكيان الصهيوني من قصف وهدم وقتل وتشريد وتهجير لإخواننا في فلسطين ما هي إلا خطوة تُغذى فيها العنصرية. إن قضية الأقصى لا تخص الفلسطينيين فقط، ولا تخص العرب فقط، بل هي تخص كل المسلمين، فلا بد على كل واحد منا أن يشعر بما يجري على أرض فلسطين، وأن يرفع يده بالدعاء إلى الله تعالى أن يهيأ لبيت المقدس من ينصره ويخلصه من المغتصبين. فلا بد للواحد منا أن يغرس في القلوب التفاؤل بنصر الله، وأن نصره قريب، قال صلى الله عليه وسلم ” لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ – الغرقد نوع من شجر الشوك معروف ببلاد بيت المقدس-، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ” رواه مسلم.
إن معركتنا مع يهود آخر الزمان معركة إسلامية صرفة لا حزبية فيها ولا قومية؛ لأن الحجر والشجر سينادي: يا مسلم، وليس يا عربي، ولا يا فلسطيني، ولا يا عراقي، ولا يا أردني، ولا يا مصري، ولا يا مغربي، وانما ينادي بوصف واحد وعنوان واحد عرف به: يا مسلم. فإذا أرادت الأمة أن يهيأ الله تعالى لها صلاح الدين الثاني ليقودها نحو تحرير الأقصى، فعليها أن تسير على ما سار عليه صلاح الدين، وصلاح الدين ما أنتصر إلا بصلاح الدين، ولن يعود فينا صلاح الدين من جديد إلا بصلاح ديننا، وصلاح أحوالنا، وصلاح أخلاقنا، وصلاح تعاملنا مع بعضنا، وصلاح بيوتنا، ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ “. نسأل الله أن يرد الأمة إلى الحق ردًا جميلًا وأن يحفظ القدس وأن يحررها من اليهود الغاصبين وأن يقر أعيننا بنصرة الإسلام والمسلمين وأن يحفظ جميع بلاد المسلمين.