تاريخ وتراجم

القدس درة تاج العمارة الإسلامية

القدس درة تاج العمارة الإسلامية

على الرغم من أنها إحدى الركائز الأساسية في حادثة الإسراء والمعراج، فإن القدس ظلت مدينة صغيرة غير مؤثرة على سير التاريخ الإسلامي حتى فتحها المسلمون عام 637. وبالتزامن مع زيارته للقدس لتسلُّم مفاتيحها من بطريرك المدينة صفرونيوس، أطلق عمر بن الخطاب رحلة العمران الإسلامي في المدينة المقدسة من خلال بنائه المتواضع للمسجد العمري “المسجد الأقصى”. وفي أعقاب تضرُّر مظلة الخشب على الصخرة المشرفة في الجهة الجنوبية الشرقية للحرم القدسي جراء العوامل الطبيعية، أمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بتخصيص خراج مصر -أغنى ولايات الدولة الإسلامية آنذاك- من أجل بناء مسجد قبة الصخرة عام 66هـ/685م، وفُرغ منها عام 72 هـ/691م، وأُعيد بناء المسجد الأقصى فكان أحد أبرز معالم العمارة الإسلامية في العهد الأموي. وعلى مر التاريخ الإسلامي الذي اقترب عمره من 15 قرناً، شهدت مساجد القدس وآثارها اهتماماً منقطع النظير من جميع الخلافات الإسلامية المتعاقبة. فبينما تعبّر العمارة في دمشق عن العصر الأموي وفي بغداد عن العصر العباسي، وعن الفاطمي والمملوكي في مصر والعثماني في تركيا، تعبّر العمارة الإسلامية في القدس عن جميع تلك الحقب التاريخية، بما يجعل القدس وأقصاها درة تاج العمارة الإسلامية البديعة والفريدة.