القدس العربي كتب عن سوق أهراس.. مدينة أنجبت عظماء في الدين والأدب العالمي وشريان ثورة التحرير

القدس العربي كتب عن سوق أهراس.. مدينة أنجبت عظماء في الدين والأدب العالمي وشريان ثورة التحرير

مدينة سوق اهراس مسقط رأس القديس أوغستين، وأيضا رأى فيها النور الكاتب الطاهر وطار والفنان مصطفى كاتب والمغني الرمز عيسى الجرموني وأحد أبرز وجوه المسرح الجزائري الفنان مصطفى كاتب، وآوت القاعدة الشرقية القلب النابض للثورة التحريرية، أنها سوق أهراس واحدة من المدن الجزائرية التي ساهمت عبر أبنائها في كتابة وصناعة ملاحم تاريخية منذ عهد القادة النوميديين كتكفاريناس وسيفاكس وماسينيسا وصولا إلى تاريخ الجزائر الحديث… بهذه المقدمة استهلت يومية القدس العربي الكتابة عن مدينة سوق اهراس

و اضافت في مقال مطول:”الموقع الاستراتيجي لمدينة سوق أهراس ومؤهلاتها الطبيعية حيث تجمع بين الثروة الغابية والأراضي الفلاحية الخصبة وكثرة منابعها المائية ووديانها، جعلها موطنا للإنسان منذ ما قبل التاريخ، حيث ما زالت تحتفظ بمنحوتات ورسوم صخرية على غرار “كاف المصورة” أو “كاف الرجم” تعود إلى حوالي 7 آلاف سنة قبل الميلاد، تقع في منطقة الزوابي على بعد 10 كلم من دائرة سدراتة، ولاية سوق أهراس.

و تابعت :”ونظرا لأهمية هذه المدينة فقد كانت حاضرة في كتب المؤرخين والجغرافيين، حيث ذكرها المؤرخ الكبير بلينيوس الأكبر في كتبه، والجغرافي اليوناني بطليموس في الجغرافيا “بطليموس” كما وجدت في دليل سترابو وخريطة اُنطونيوس وهي خريطة للطّرقات الرّومانيّة تنسب إلى الإمبراطور ثيودوسيوس الأول.

هذا الموقع جعلها أيضا في قلب الأحداث السياسية والعسكرية الكبرى التي عاشتها المنطقة منذ عهد القادة النوميديين، حيث كانت في قلب الحرب بين القرطاجيين والرومان، وكانت من أبرز المقاطعات في عهد الملوك النوميديين غايا وسيفاكس وبعدهما تحت حكم المملكة النوميدية الموحدة في عهد ماسينيسا بعد تحالفه مع الرومان ضد قرطاج في القرن الثالث ما قبل الميلاد، وكانت أندلعت معركة زاما الشهيرة في منطقة نارا قارة في ضواحي الحدادة في سوق أهراس حاليا، بين الرومان والقرطاجيين حوالي 202 ق.م انتصر فيها ماسينيسا وروما على القرطاجيين بقيادة حنبعل وحليفه سيفاكس، ما مكن ماسينيسا من إنشاء مملكة نوميديا الموحدة.

وكانت المدينة إلى جانب موقعها الاستراتيجي خزانا مهما لروما التي كانت تصلها خيرات “ثاقوست” أو سوق أهراس من منتجات زراعية وثروات مختلفة.

ومر على حكم سوق أهراس أيضا الوندال والبيزنطيون، ثم عاشت تاريخ الفتوحات الإسلامية وصولا إلى الحكم العثماني وبعده فترة الاستعمار كما باقي مناطق من الجزائر.

وأنجبت سوق أهراس العديد من الشخصيات التاريخية العالمية الدينية والأدبية والعسكرية، فهي مسقط رأس القائد النوميدي تاكفريناس الذي يعد من العسكريين الذين تمردوا على روما بعدما خدموا في جيشها، لكنهم ثاروا ضدها بسبب الظلم الذي عاشه أبناء جلدتهم على يد الرومان، فأسس جيشا نظاميا مشابها للجيش الروماني وخاضا حروبا ضد روما قبل ان يسقط قتيلا بعد ان فقد العديد من أفراد عائلته في ساحات المعارك ضد روما.

ولا تزال مدينة سوق أهراس تحتفظ بآثار سانت أوغستين، وإلى حد الآن تعيش شجرة الزيتون التي كان يتعبد تحتها الفيلسوف أوغستين.

وكانت الجزائر قد أنتجت فيلما يحكي تاريخ سانت أوغستين سنة 2017 تحت عنوان “أوغسطينوس..ابن دموعها” بالتعاون مع تونس وبإخراج مصري.

ب/ص