عاد من جديد العديد من القاطنين بالحي القصديري نعمان العمري بالرحمانية لمطالبة مصالح ولاية الجزائر وعلى رأسها عبد الخالق صيودة، بترحيلها نحو سكنات لائقة مثلها مثل آلاف العائلات التي استفادت من عمليات الترحيل، كونها ملّت من العيش في واقع مزري لأكثر من 20 سنة بعدما فرضت عليها الظروف اللجوء إلى هذه الأكواخ التي تنعدم فيها أدنى الضروريات، ما حرمها من حلو الحياة وعقد من تحقق أحلامها التي تلخصت كلها في شقق لائقة تحفظ كرامتها.
وفي هذا الصدد، تطالب هذه العائلات التي لم تستفد من عمليات الترحيل تضمينها في العمليات المبرمجة من طرف مصالح ولاية العاصمة والتي ما تزال متواصلة لحد الساعة، للتخلص من معاناة العيش في سكنات تنعدم فيها أغلب ضروريات الحياة، كما بات الحي يهدّد حياتهم بمختلف الأمراض بالنظر إلى نوعية البنايات الهشة التي يقطنونها، والتي لجأ الكثير منهم إليها، بسبب أزمة السكن، وعدم قدرتهم على كراء شقق بأثمان باهضة.
وعبر محدثونا عن امتعاضهم الشديد من تناسيهم وإقصائهم من كامل عمليات الترحيل الـ 25، وما زاد من غضبهم أن بلديتهم استقبلت آلاف العائلات في الأحياء الجديدة التي شُيّدت في إقليم منطقتهم، بينما لازال أبناء البلدية وسكانها الأصليون ينتظرون نصيبهم من برنامج السكن الاجتماعي الإيجاري لولاية الجزائر.
وأشار السكان إلى أنهم يعيشون في الحي منذ أكثر من 20 سنة، وفي بيوت أصبحت غير صالحة بسبب قدمها وضيقها، حيث لم تعد تستوعب عدد أفراد الأسر التي تزايد عددها، كما أن البيوت الهشة مهددة بالسقوط في أيّ لحظة، حيث تعرف جدرانها تشققات كبيرة بفعل العوامل الطبيعية وهشاشة المواد المستعملة في تشييدها، مما جعلهم يعيشون رعبا وخوفا مستمرين من انهيارها في أي لحظة، فضلا عن الرطوبة العالية التي تميزها خاصة في فصل الشتاء، إذ تسببت في إصابة العديد منهم بأمراض مختلفة، منها الحساسية والربو.
وكانت 200 عائلة من نفس الحي قد استفادت من سكنات جديدة، ويتعلق الأمر بالعائلات القاطنة بالقرب من الطريق السيار شرق – غرب ما بين الرحمانية وزرالدة، في وقت عمدت فيه مصالح البلدية إلى تطهير قوائم العائلات القاطنة بالمواقع القصديرية، على رأسها هذا الحي الذي يُعدّ أكبر المواقع التي ينتظر قاطنوها بفارغ الصبر، ترحيلهم إلى سكنات لائقة.
إسراء. أ