الفيلم الوثائقي “كايان أو حكاية جحيم”.. حقائق وشهادات تؤرخ لبشاعة الاستعمار الفرنسي

الفيلم الوثائقي “كايان أو حكاية جحيم”.. حقائق وشهادات تؤرخ لبشاعة الاستعمار الفرنسي

الفيلم الوثائقي “كايان أو حكاية جحيم” للمخرج سعيد عولمي، هو تذكير مؤلم بمصير المبعدين الجزائريين في سجن كيان في غويانا، وهو جزء من سلسلة من أربعة أفلام وثائقية تاريخية تعرض تحت عنوان _شهود الذاكرة_ من إنتاج وزارة المجاهدين.

في هذا الصدد، صرح المؤرخ والباحث يونس عدلي قائلا إنه بعد إغلاق المستعمرة العقابية لكاليدونيا الجديدة في عام 1897، اختارت الإدارة الاستعمارية وجهة غويانا مكانا لإبعاد وعزل الجزائريين المحكوم عليهم تعسفيا وإخضاعهم لإجراءات عقابية بغيضة، بهدف الاستحواذ على أراضيهم دون معارضين لمصادرتها.

ويعتبر علي بلحوطس أحد هؤلاء الناجين النادرين من سجن غويانا وشاهدا حيا على هذا الجحيم. فبعد ترحيله عام 1930 وعمره 17 سنة آنذاك، تم العثور عليه سنة 2005 وعمره 98 سنة في منزله الصغير المحاط بأشجار الزيتون في قرية بجبال جرجرة.

وبعد الحكم عليه بالسجن عشر سنوات، مسه القانون الجديد الصادر في 30 ماي 1954 الذي كان ينص على أن أي فرد يتم ترحيله إلى السجن، يجب أن يقضي ضعف مدة العقوبة المفروضة عليه.

ومن خلال ذكرياته وقصته المؤثرة، كان علي ما زال عند الإدلاء بشهادته يستذكر حزن انتزاعه من وطنه الأم وإبعاده مكدسا مع آخرين في أقفاص على متن سفينة _باتو بلان_ (السفينة البيضاء) في ظروف غير إنسانية_.

وقد أجمع العديد من المؤرخين على _المعاملة اللاإنسانية للمحكوم عليهم_، واصفين الرعب وفظاعة هذه الحقائق التاريخية المؤكدة بـ _الجرائم ضد الإنسانية_.

وتظهر في هذا الفيلم الوثائقي الأماكن الشاهدة على حقارة الإدارة الاستعمارية الفرنسية على غرار _La Forestière_ وهي مستعمرة عقابية تقع وسط غابة برية، حيث تكون ظروف الاحتجاز أكثر فظاعة، فيما كانت الأعمال الشاقة تقتصر على قطع الأشجار.

وتمثلت الأماكن الأخرى التي تشهد على هذه الانتهاكات أيضا في _مخيم النقل_، حيث يتم تسجيل الوافدين الجدد المحكوم عليهم تعسفيا من خلال ترقيمهم حتى لا يمثلون في نظر إدارة السجن سوى معطيات رقمية بسيطة، إضافة إلى _متحف المحكوم عليهم_ الذي يعتبر بمثابة ملجأ للمعتقلين الذين لا يستطيعون تحمل حالتهم.

ب/ ص