بعد طول انتظار فرضته عقبات تقنية ومالية، شرع المخرج هشام رماظني ببومرداس في تصوير اللقطات الأولى من الفيلم الوثائقي “شهداء بئر لقاطة… رصاصة عند فوهة بئر” الذي يسلط الضوء على جريمة إلقاء الجيش الفرنسي لـ 12 فدائيا في بئر ارتوازي بعد إعدامهم رميا بالرصاص في سنة 1959.
وقال مدير المجاهدين وذوي الحقوق، شريخي سعيد، لـ “وأج”، إن هذا الفيلم الوثائقي الذي تشرف على إنتاجه الولاية من خلال مديرية المجاهدين، وتجري وقائعه ببلدية لقاطة (شرق)، سيعرض عشية إحياء سبعينية ثورة 1 نوفمبر 1954 التحريرية. وأشار ذات المتحدث إلى أن هذا العمل الوثائقي يهدف للحفاظ على الذاكرة الجماعية وإيصالها للأجيال الصاعدة، من خلال استعراض شهادات لمجاهدين ما زالوا على قيد الحياة ممن عايشوا الواقعة، مدعما بصور قديمة عن المنطقة.
من جهته، أوضح مخرج العمل، هشام رماظني، لـ “وأج”، أن هذا الفيلم الوثائقي الذي يستغرق 20 دقيقة، يؤرخ للتضحيات الجسيمة للجزائريين في سبيل نيل حريتهم ويحاكي أشكال وممارسات القتل الإجرامي للجزائريين والتعذيب الشنيع واللاإنساني الممارس من طرف المحتل الفرنسي ضد المجاهدين وذويهم ممن تعذبوا خلف جدران المعتقلات الوحشية التي أقامها المحتل.
ويروي هذا العمل الفني قصة 12 فدائيا من بينهم امرأة من بلدية لقاطة، وقعوا أسرى في يد سفاح من الجيش الفرنسي برتبة ضابط يدعى ماتيو، الذي أشرف على تعذيبهم بمعتقل جيرمان الكائن بضواحي بلدية لقاطة، إلى أن قرر إعدامهم رميا بالرصاص ورمي جثثهم في بئر ارتوازي بعدما رفضوا البوح بأسرار المجاهدين والثوار بالمنطقة، حسب مخرج العمل.
ويقع هذا البئر الارتوازي الذي بقيت معالمه شاهدة إلى اليوم على هذه الجريمة اللاإنسانية الشنعاء، بمزرعة نموذجية بضواحي بلدية لقاطة ويقدر عمقه بنحو 50 مترا وقطره بنحو 50 سنتيمترا فقط.
وفي سياق متصل، ذكر مدير المجاهدين أن الولاية رصدت مؤخرا غلافا ماليا يتجاوز المليوني دينار جزائري من أجل إنجاز معلم تاريخي يخلد هذه الجريمة الإنسانية الشنعاء.
ق/ث