يعد الفيلم الوثائقي “العودة” محطة سينمائية مهمة لكونها تؤرخ عن طريق شهادات حية لمواطنين جزائريين فرض عليهم الاستعمار الفرنسي العيش خارج بلدهم في ظروف قاسية.
لقد قام سعيد عولمي كعادته باستحضار ذاكرة الأسلاف من أبناء هذا الوطن وتكريم أرواح الجزائريين الذين تم نفيهم إلى كاليدونيا أواخر القرن التاسع عشر ( 1864 – 1897) من قبل المستعمر الفرنسي.
وقد تم إنتاج هذا الفيلم الوثائقي وفاء للذاكرة ولأبناء الجزائر الذين نالت منهم أيادي البطش والنفي والتعذيب، كما أوضح مخرجه وذلك بعد عمل وثائقي أكاديمي دام نحو تسع سنوات.
وعلى مدار 80 دقيقة، تتبع الحضور من هواة الفن السابع ومخرجين شباب من ولاية عنابة وأكاديميين وطلبة شهادات حية لأحفاد الجزائريين بكاليدونيا، واهتزت مشاعرهم لحجم معاناة الأحفاد من آثار الويلات التي تعرض لها أجدادهم على يد المستعمر الفرنسي وقوة تعلقهم بأصولهم وبالوطن.
ويحكي الفيلم إحدى صفحات الذاكرة الوطنية ويحمل شهادات حية ومؤثرة لعودة أحفاد المنفيين لزيارة أرض الأجداد وملاقاة أهلهم وأقاربهم بأرض الجزائر.
للتذكير، فقد أنتج الفيلم الوثائقي “العودة” سنة 2018 في إطار سلسلة الأفلام الوثائقية الرامية إلى حفظ الذاكرة، ويتناول قضية النفي الذي سلطته فرنسا الاستعمارية على الجزائريين الذين ثاروا ضد الاحتلال، فكان مصير أكثر من 2000 جزائري من مزارعين وملاك أراضي ورجال دين النفي إلى كاليدونيا في رحلة دامت ما بين 4 و6 أشهر وذلك في ظروف قاهرة.
ب/ ص