الفيلم القصير “همسات الفجر”.. أطفال نوفمبر في 17 دقيقة إبداع للمخرج كمال رويني

الفيلم القصير “همسات الفجر”.. أطفال نوفمبر في 17 دقيقة إبداع للمخرج كمال رويني

تم، مساء السبت، بقاعة المتحف الجزائري للسينما بالجزائر العاصمة، عرض الفيلم الروائي القصير “همسات الفجر” للمخرج كمال رويني، عن سيناريو المبدع الراحل محمد عدلان بخوش والمنتج في اطار  احتفاليات الذكرى 60 للاستقلال من طرف المركز الجزائري لتطوير السينما.

 

ويتناول العمل السينمائي، على مدار 17 دقيقة موضوع انخراط الأطفال في العمل المسلح ومساهمتهم الفعالة كبقية شرائح المجتمع في النضال من أجل طرد المستعمر الفرنسي الغاشم الذي ظل جاثما على صدور الشعب الجزائري لأزيد من 130 سنة كاملة. وتسرد أحداث الفيلم القصير “همسات الفجر”، يوميات الطفل “حسين” خلال الثورة التحريرية، الذي أدى دوره عبد الفتاح غويني، الذي يرفض أن يقتل كلبه بعد صدور قرار القضاء على الكلاب بالقرية من طرف الثوار بسبب إثارة نباحهم ليلا انتباه الذين يتربصون بتحركات المجاهدين، ويعمل الطفل على إخفاء كلبه في أعلى الجبل وإطعامه لإنقاذه بدون علم والده المجاهد. وتتصاعد الأحداث بعمق إنساني وعفوية لنكتشف مشاعر الصداقة والوفاء التي تربط الطفل بكلبه الصغير. وخلال ذهابه وإيابه إلى مخبأ الجبل خفية في جنح الليل، يتفاجأ الطفل الصغير “حسين” بتوجه دورية من الجيش الفرنسي خفية نحو القرية التي يتواجد بها المجاهدون، ليسرع في إخبار الثوار في الوقت المناسب. واستطاع المخرج كمال رويني، في أول تجربة إخراجية له في مجال السينما، أن ينقل المشاهد إلى عوالم تعج بالإنسانية وتوثق لمحنة الشعب الجزائري، كما يظهر جانب من مساهمة الأطفال خلال الحقبة الاستعمارية. وتميز الفيلم أيضا، رغم الصمت الكبير الذي ساد أغلب مشاهده بحوار مقتضب مرن ومحبك. كما كان التصوير، جيدا وقد ساعد في ذلك المناظر الطبيعية الخلابة لمدينة بوسعادة التي تم التصوير بها. وقد تمكن المخرج كمال رويني وكاتب السيناريو والحوار الراحل محمد عدلان بخوش –الذي خصصت له وقفة عرفان قبيل عرض الفيلم– أيضا من خلال هذا الفيلم القصير من إنجاز عمل متميز ذو بعد إنساني وجاد انتزع إعجاب الجمهور من عشاق الفن السابع الذي غصت به قاعة السينماتيك وبقي مشدودا لأحداثه طيلة مدة العرض. وأشار المخرج كمال رويني، أنه أراد “من خلال إنجاز هذا الفيلم التاريخي تقديم عمل إنساني عن الثورة مع التركيز على دور الأطفال ومساهمتهم فيها بكل عفوية”، لافتا أنه “يهدي هذا العمل لروح كاتب السيناريو الراحل محمد عدلان بخوش”. وأضاف ذات المتحدث، أن أغلب الممثلين الذين شاركوا في أداء أدور الفيلم “ممثلين هواة من أبناء منطقة بوسعادة يقفون لأول مرة أمام الكاميرا وقد أبرزوا قدرات عالية في التمثيل والتفاعل مع الطاقم التقني والفني على غرار الطفل عبد الفتاح غويني والشاب ساعد حميدة ..”.

ب.ص