يعد الفيلم الروائي القصير “ذكريات دموية” للمخرج مراد بوعمران، محطة سينمائية جديدة “تقف عند صورة من صور بشاعة المستعمر الفرنسي والتجاوزات التي اقترفها في حق المدنيين؛ من ترهيب، وتخويف، وتقتيل”.
وعلى مدار 37 دقيقة، حاول المخرج مراد بوعمران الذي كتب السيناريو أيضا، أن ينقل قصة تاريخية، تعكس مقاومة إحدى القرى بأعالي جبال جرجرة، يتقاسم سكانها بساطة العيش والحلم بغد أفضل تحت سماء الحرية، وهم أيضا متفقون على ضرورة مساندة الثورة التحريرية؛ من أجل تحقيق الهدف المنشود، والتغلب على الجيش الاستعماري، الذي ينشر جنوده في كل مكان من أجل بت الرعب والخوف، وسلب الخيرات، والاعتداء على الكبار والصغار.
وتدرجت تفاصيل الحكاية بين “أحمد” الشاب البسيط الذي سيدافع عن شرفه ويواجه العسكر الفرنسيين، وحماية خطيبته “فاطمة” الفتاة الجميلة الهادئة، التي تحلم بالحب والاستقرار، وبينهما عائلات وجيران يحاولون مواصلة العيش رغم الظروف الصعبة، وكلهم مقتنعون بأن مساندة الثوار والتكتم عن تحركات كتيبة مجاهدين في المنطقة، هي واجب وطني لا نقاش فيه، لتحدث لاحقا المواجهة الدامية بين الطرفين، لتؤكد شجاعة السكان، وإصرارهم على التحرر من قيود المستعمر.
وتحاورت شخصيات الفيلم باللغة الأمازيغية، وتبادلت قلقها وحلمها وسط ديكور واقعي يعكس جمال العمارة الأمازيغية في القرى الجزائرية المحاطة بمناظر طبيعية؛ ما منح العمل شكلا فنيا جميلا، أحسنت كاميرا مدير التصوير نقلها إلى الشاشة الكبيرة، ناهيك عن الالتزام بإظهار مختلف التفاصيل الديكورية؛ من أزياء وأوان وأثاث، وما يتبع الحياة الريفية في بساطتها المعروفة.
ب\ص
