الفيلم الفلسطيني “الغريب” مرشح للصعود على منصة التتويج

الفيلم الفلسطيني “الغريب” مرشح للصعود على منصة التتويج

يعد الفيلم الفلسطيني “الغريب” من الأعمال المرشحة بقوة للفوز بالجائزة الأولى في مسابقة الفيلم الروائي الطويل للطبعة الحادية عشر للمهرجان الدولي للسينما بالجزائر الذي انطلقت فعالياته، مساء الجمعة، بديوان رياض الفتح بالعاصمة.

“الغريب” يثبّت قدم أمير فخر الدين كمخرج سينمائي قادم بقوة لعالم السينما وقادر على المشاركة في مهرجانات عالمية، كوجوده على سبيل المثال ضمن مسابقة أيام المخرجين في البندقية في دورته 78 وغيرها من مهرجانات الدرجة الأولى، بالإضافة لترشيحه للأوسكار من قبل فلسطين وفوزه بجائزتين في ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وتدور أحداث الفيلم في خطين متوازيين، الأول خط عدنان، ويلعب دوره الممثل الفلسطيني أشرف برهوم، الطبيب القادم من روسيا والذي يعيش اليوم وسط الجولان في حالة غربة، ورغم أن زوجته تقترح عليه الرحيل إلى ألمانيا، هرباً ليس فقط من الجولان بل أيضاً من محيطه الاجتماعي.

فوالده من جهة يعتبره طبيباً فاشلاً وقد حرمه من الميراث، بينما عائلة زوجته تطلب منه تطليقها، الأمر الذي يضطره للعيش بعزله تامة بعيداً عن كل من حوله كالغريب، عزلة تكاد تشبه تماماً عزلة الجولان نفسه عن وطنه الأم سوريا.

الجولان في الفيلم صورة أخرى عن فلسطين المحتلة، فجدار العزل العنصري الفاصل لا يختلف كثيراً عن تلك الأسلاك الحديدية التي تفصل السوريين عن بعضهم البعض ضمن الأرض الواحدة.

وعلى مدار الفيلم، يجول المخرج بكاميرته بطريقة سينمائية شاعرية مع عدنان الذي يقود بسيارته في الهضاب، فنرى الجولان من الداخل ونلحظ الأسلاك الشائكة والحاجز الحديدي الذي هو بشكل من الأشكال الحاجز النفسي بالنسبة لعدنان، والممتد على مئات الأمتار التي تفصل سوريا عن الجولان، ونلمح في الوقت عينه دخان النيران، ونسمع صوت الحرب القادم من سوريا، كدليل على مدى القرب الجغرافي من جهة والنفسي من جهة أخرى، والذي يعتبر نقطة أساسية ومركزية عند المخرج الكاتب، فجزء كبير من عائلات الجولانيين أنفسهم مازالت في ذلك الجانب من سوريا، لا يفصلهم عنهم جسدياً سوى ذاك السلك أو السور الحديدي.

وتضم المسابقات الرسمية للمهرجان 25 فيلمًا، من بينها الفيلم الروائي الطويل “أرقو” للمخرج الجزائري عمر بلقاسمي، فيلم “إخواننا الجرحى” للمخرج “هيلير سيستيرن” والمأخوذ عن رواية فرنسية تتناول شخصية فرناند إيفتون الذي تم إعدامه في 1957 بسبب مساندته لثورة التحرير، علمًا أن لجان التحكيم يرأسها ثلاثة من أبرز المخرجين الجزائريين وهم “مرزاق علواش” لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، “علي فاتح عيادي” لمسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، و”سعيد مهداوي” لمسابقة الأفلام القصيرة، كما يشمل برنامج المهرجان ثلاث ورش تدريبية عن “السينما والبيئة”، “مهنة التمثيل”، و”بين الوثائقي والروائي.. حدود مبهمة”، حيث يحرص المهرجان الذي تأسس سنة 2009 على تسليط الضوء على الأفلام غير التجارية التي تتناول عادةً قضايا وطنية أو إقليمية.

ب/ص