الفيدرالية الوطنية لجمعيات المصابين تدق ناقوس الخطر… نور الدين بوستة لـ “الموعد اليومي”: السكري في تزايد مخيف ومشكل التأمين يبقى مطروحا

elmaouid

ما بين 10 و 20 بالمائة من مرضى السكري معرضون للإصابة باعتلال الأعصاب

قال السيد نور الدين بوستة رئيس الفيدرالية الجزائرية لجمعيات المصابين بداء السكري، إن الجزائر تحصي أكثر من 4 ملايين مصاب بداء السكري، 25 بالمائة منهم شباب وأطفال، وهو ما اعتبره مؤشرا خطيرا يستدعي

الوقوف عنده واتخاذ التدابير اللازمة في هذا الإطار.

وقال السيد نور الدين بوستة في حديث هاتفي مع “الموعد اليومي”، إن الفدرالية الوطنية لجمعيات مرضى السكري تسعى لمكافحة الأسباب المؤدية إلى الداء والتي حددها المتحدث في نقاط أساسية بداية من العادات الغذائية الخاطئة، خاصة مع بعض العادات الدخيلة على غذائنا الذي لم يعد صحيا وذلك بإدخال المواد الحافظة والمعلبة وغيرها من الأمور التي جعلت سوء التغذية طاغيا على غذائنا، إضافة إلى عدم ممارسة الرياضة، فقلة الحركة تؤدي -حسب ذات المتحدث- إلى الإصابة بالسكري، وهو ما أصبح رائجا بفعل جلوس الكثيرين لوقت طويل سواء أمام شاشات التلفزيون أو أمام الحواسيب ما قلل من الحركة، إضافة لعدم ممارسة الرياضة وهو ما منح بيئة مناسبة لاستفحال الداء، كما أكد المتحدث على العلاقة الوطيدة بين التدخين وداء السكري، حيث أن التدخين السلبي عامل جد مؤثر وفاعل في استفحال الداء.

 

20 بالمائة غير مؤمّنين ومعرضون لبتر القدم

كشف رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات المصابين بداء السكري نور الدين بوستة عن وجود 20 بالمائة من المصابين بداء السكري غير مؤمّنين اجتماعيا وهم معرضون لبتر القدم، مؤكدا خلال حديثه معنا أن فيدراليته تقوم باتصالات حثيثة من أجل وقاية 200 ألف مصاب بداء السكري من بتر القدم نتيجة تعفنها جراء تعقيدات المرض. وأوضح في نفس الإطار أن نسبة 20 بالمائة من المصابين بداء السكري عبر القطر غير المؤمنين اجتماعيا يصعب عليهم الحصول على الأدوية، مشيرا إلى أن تعقيدات داء السكري التي اعتبرها أخطر من المرض نفسه تصيب خاصة الفئات غير المؤمنة اجتماعيا وتجعلها أكثر “عرضة” من المصابين الذين يعالجون بصفة منتظمة. ودعا رؤساء الجمعيات لكل ولايات الوطن إلى الاتصال بمديريات الضمان الاجتماعي والبلديات لإعداد بطاقة الفئات الهشة لتسهيل توفير العلاج لهؤلاء، وأشاد بوستة بالمكاسب التي حققتها الفيدرالية خلال كل هذه المدة من العمل الميداني وكذا بمجهودات الجمعيات التي ناضلت من أجل توفير جميع أصناف الأدوية الخاصة بعلاج داء السكري.

وقال ممثل مرضى السكري “نوجه نداء للوزارات المعنية لاسيما وزارتي الصحة والتضامن الاجتماعي لإيجاد حل لهذا المشكل الذي نواجهه، حيث أنه لا يمكن لمرضى السكري المصابين بقرحة القدم الاستفادة من العلاج وحتى إذا توفر العلاج على مستوى الصيدليات، فلا يمكنهم اقتناءه”. ودق بوستة ناقوس الخطر من داء السكري الذي أصبح يهدد الجزائريين، داعيا إلى ضرورة الاعتماد على مخطط وطني لمكافحته مثله مثل مرض السرطان. كما ناشد السلطات ضرورة إعطاء الأهمية لدواء الهيبربروت ب الذي توفره مخابر لاد فارما لتوسيع نطاق استعماله وتمكين أكبر عدد ممكن من المرضى الاستفادة منه ومن إيجابياته، وأهمها منع بتر الأطراف التي تؤدي إلى الوفاة خلال الخمس سنوات التي تلي عملية البتر، وهو ما تؤكده مختلف الإحصائيات التي تقدمها المستشفيات والمخابر الصيدلانية.

 

ما بين 10 و20 بالمائة من مرضى السكري معرضون للإصابة باعتلال الأعصاب

من جهته، أكد رئيس مصلحة الطب الداخلي بعيادة أرزقي كحال التابعة لمستشفى بئر طرارية (الجزائر العاصمة) الأستاذ عمار طبايبية، أن ما بين 10 و 20 بالمائة من مرضى السكري معرضون للإصابة باعتلال الأعصاب، سيما على مستوى أصابع الأطراف العليا والسفلى.

وأوضح الأستاذ طبايبية خلال يوم دراسي حول التكفل بالألم لدى المصابين بالسكري، أن هذا الداء عرف “انتشارا واسعا” خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن نسبة تتراوح ما بين 10 و 20 بالمائة من المرضى يعانون من الألم بأصابع الأطراف العليا والسفلى، مما يؤشر -كما قال- باعتلالات عصبية تؤثر على حياة المرضى.

وأبرز ذات المختص في هذا الإطار أن الاعتلالات العصبية لدى المصاب بداء السكري من الصنف الثاني تظهر بعد السنة الرابعة من تعرضه لهذه الإصابة، كما أن بعض المرضى لا يتفطنون للإصابة بالسكري إلا بعد تعرضهم إلى آلام شديدة بأطراف أصابع الرجلين واليدين، وهي الأعراض التي تنذر بتعرض الشخص إلى “تعقيدات خطيرة”.

وشدد الأستاذ طبايبية على ضرورة الكشف المبكر عن داء السكري قبل تطوره وظهور تعقيدات تتسبب في أمراض القلب والشرايين وفقدان البصر والقصور الكلوي واختلالات عصبية وأخرى في الشعيرات الدموية والشرايين تؤدي إلى بتر القدم.

وأبرز في هذا الإطار أن غياب التكفل الجيد بهذا الألم يعرض المريض إلى اضطرابات في النوم وعدم التواصل مع الغير وإلى اكتئاب قد يؤدي في بعض الحالات إلى انهيار عصبي. وللوقاية من الاعتلال العصبي لدى المصابين بداء السكري، ينصح الأستاذ طبايبية بالالتزام بحمية واتباع علاج خاص حسب الحالات، بالإضافة إلى المراقبة المستمرة لنسبة السكر في الدم، مشيرا إلى أن بعض الحالات قد تستدعي وصف الأدوية المسكنة للألم على غرار “المورفين”.

وفي ذات السياق، تطرق رئيس مصلحة التخدير والإنعاش بالمستشفى الجامعي لمدينة نيم الفرنسية، الأستاذ ايريك فيال، إلى معاناة المرضى الذين يخضعون إلى عمليات جراحية جراء الألم الحاد، مشيرا إلى أن بعض المرضى يحبذون التعايش مع المرض بدل المعاناة من الألم.

 

ضريبة داء السكري.. بتر قدم كل 30 ثانية في العالم

من المتوقع أن يصبح سابع أسباب الوفاة في العالم بحلول 2030، حيث يستمر مرض السكري في الانتشار بشكل وبائي في كل البلدان، وتزيد خطورته بمضاعفاته الفتاكة على الأوعية الدموية والقلب والكلى والعينين. ويبلغ معدل تعرض مريض السكري للوفاة ضعف الشخص الذي ليس لديه سكري. وتعد مشاكل القدم من أهم وأخطر مضاعفات السكر، والتي قد تؤدي إلى البتر. وقد تم تقدير أنه كل ثلاثين ثانية يفقد مريض سكري قدمه بمكان ما بالعالم نتيجة السكري ومضاعفاته.

 

80  بالمائة منهم ينتمون إلى بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل

65 بالمائة من المرضى لم يتلقوا نصائح من الأطباء حول وقاية القدم من البتر

تشير آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المصابين بداء السكري بلغ 382 مليون سنة 2013، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين سنة 2030 إلى 472 مليون شخص، ينتمي 80 بالمائة منهم إلى بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

تعتبر مضاعفات مرض السكري نتيجة حتمية للمرض، خصوصا إذا لم يتم علاجه. ومن أهم مضاعفات مرض السكري التهاب الأطراف لاسيما بالقدمين، حيث لا يشعر المريض في الغالب بالجروح الصغيرة ولو بعد عدة سنوات من الجرح. وتتعرض أقدام 15 بالمائة من المصابين بداء السكري إلى الإصابة بتقرحات تؤدي إلى البتر، أي يتعرض المصابون بداء السكري إلى بتر القدم كل ثانية في العالم. كما يتعرض بين 50 إلى 80 بالمائة من المصابين بداء السكري الذين تم بتر قدمهم إلى بتر القدم الثانية خلال 5 سنوات التي تلي العملية الأولى، معتبرا بلوغ المصاب هذه الحالة “مؤشر وفاة”، وأن 65 بالمائة من المصابين بهذا الداء لم يتلقوا نصائح من طرف السلك الطبي حول كيفية وقاية قدم المصاب من البتر.

يذكر أن الكثير من المرضى الذين لا يميزون بين الألوان وتصاب عدسة العين بالعتمة، لاسيما لدى المسنين منهم، وقد تصاب شبكية العين بالانفصال والنزيف الدموي بعد فترة تتراوح بين 5 إلى 6 سنوات من تاريخ المرض. وهناك حوالي 30 بالمائة من مرضى السكري الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وظهور العجز الجنسي. وبزيادة معدل دهون الكوليسترول في الدم دون مراقبة قد تتأثر الأوردة والشرايين، حيث تضيق خصوصا التاجية منها في القلب، ما يؤدي إلى أمراض القلب المزمنة أو السكتات القلبية المفاجئة.

جدير بالذكر أن هناك نوعين من مرض السكري الأول، يعتمد على الأنسولين، أما الثاني فلا يعتمد على الأنسولين وينتشر بنسبة 90 بالمائة في العالم، ومعظم المصابين به من البدناء. ويظهر هذا النوع عادة بعد سن الـ 40، وغالبا ما يكتشف صدفة عند إجراء فحوصات تشخيصية. أما نسبة إصابة الطفل بهذا النوع إذا كان أحد الأبوين مصابا به حوالي 50 بالمائة ونسبة الإصابة به عند التوائم المتشابهة حوالي 100 بالمائة.

أما النوع الثالث فهو سكر الحمل، وتقدر نسبة إصابة الحامل به بـ 50 بالمائة، وتكون الإصابة بهذا النوع من السكري عابرة وسببها انخفاض نسبة السكري التي تسمح بها الكلى بالمرور إلى البول، نتيجة التغير الهرموني أثناء فترة الحمل. يحدث هذا النوع عند 3 بالمائة من الحوامل ويختفي عادة بعد الولادة مباشرة.

ويتطلب هذا النوع من السكري، والذي يسمى أيضا بالسكري العارض، المتابعة الدقيقة أثناء فترات الحمل.. فقد يؤدي في حالة عدم علاجه إلى تشوهات الجنين الخلقية في بطن الأم أو زيادة وزن الجنين في الرحم أو سقوط الجنين المبكر أو تعثر أمر الولادة لزيادة وزن الجنين، لذا يتوجب في هذه الحالة متابعة معدل السكري في الدم متابعة دقيقة وعلاجه بالأنسولين إذا توجب الأمر.

ومن أعراض مرض السكري.. فقدان الوزن والشعور بالتعب والإعياء، والصداع، والدوار، والعرق، والرعشة، والتوتر والقلق، وبرودة اليدين، وحرارة الرجلين، وغشاوة العين وتداخل الصور، وسرعة دقات القلب، والجوع والارتجاف، وأيضا الالتهابات الجنسية عند الرجال والمهبلية عند الإناث، ذلك بسبب إفراز السكري عن طريق المثانة ومجرى البول، ما يؤدي إلى خلق بيئة ملائمة لنمو البكتريا والفطريات والحساسية الجلدية، والقابلية لالتهابات الجهاز التنفسي.

وهناك عدة عوامل تساعد في الإصابة بمرض السكري، منها العوامل البيئية، والعوامل الخارجية مثل السميات كالسيانيد ومبيدات الحشرات والنباتات، والعوامل الوراثية في نطاق الأسرة كإصابة أحد الوالدين بمرض السكري، وانعدام الحركة والرياضة، واختلال التوازن الغذائي، والبدانة المركزية المفرطة التي تتسبب في حدوث مقاومة عمل هرمون الأنسولين في العضلات، تعاطي الكحوليات التي تتسبب بطريقة غير مباشرة في الإصابة بمرض السكري، حيث تحدث التهاب بنكرياسي حاد أو مزمن أو عن طريق إحداث تلف كبدي، ما يؤدي إلى ما يسمى بمرض السكر كبدي المنشأ.