بادرت كلية الفنون والثقافة بجامعة قسنطينة “صالح بوبنيدر”، بتنظيم ملتقى وطني معنون بـ “الفن المعاصر في ميزان النقد” يومي 4 و5 نوفمبر المقبلين. وتدخل هذه الفعالية ضمن نشاطات الجامعة في مختلف المجالات.
وفي ديباجة الملتقى: “على اعتبار أن التأمل الذاتي ممارسة شائعة جدا في الأدب والفن، فإن الفنانين المعاصرين يعبّرون عن مشاعرهم بوسائط مختلفة، وبتقنيات فنية عديدة. ومن هذا التنوع ظهرت حركات فنية مختلفة؛ مثل الانطباعية، والتكعيبية، والسريالية، والتعبيرية، والتجريدية… “.
ومن ناحية أخرى، يجمع الفن المعاصر بين الفنانين الذين يمثلون أحيانا، وجهة نظر سياسية أو اجتماعية، أو مرتبطة بالهوية، أو مشوّهة، أو تتعلق بالوقائع الجارية؛ فهم يجرّبون ويبحثون ويتساءلون عن الوظيفة التمثيلية للأعمال الفنية المختلفة؛ إذ لم يعد الفن هنا رمزيا بالضرورة؛ لذلك يمكن القول إن الفن المعاصر يعكس التعبير عن رغبة الفنانين في الابتعاد عن غايات الفن التشكيلي الحديث؛ فلم يعد الفن المعاصر يمثل حقيقة مثالية كالتيارات الفنية التي سبقته؛ فالنقاد المعاصرون غالبا ما يتساءلون وينتقدون ويشيرون إلى تناقضات الواقع، خاصة ما تعلّق بأشكاله الفنية الجديدة؛ مثل الفن المفاهيمي، وفن البوب، وفن الشارع.
ومن ضمن ما جاء في الديباجة أيضا، أنه رغم ذلك وحتى إن كان هذا النقد سطحيا في كثير من الأحيان إلاّ أنه من اللازم أخذ بعين الاعتبار، مبرّراته؛ من أجل تحقيق التفكير، والمناقشة الرصينة؛ لبلوغ غايات الاستقبال الفني، وهو ما يعبّر عن التجربة الفنية في نواحيها المتباينة؛ كنوع من أشكال تحقيق عملية التلقي في الفن المعاصر.
ولا شكّ في أن الممارسة النقدية في مجال الفن المعاصر، حسب مضمون الديباجة، من بين أهم الإشكالات المطروحة في عصرنا الحالي؛ حيث تشكل علاقة الناقد بالعمل الفني إحدى أهم الآليات التي تبحث في دراسته وتحليله وفق معايير، يقوم من خلالها الناقد بالتطرق للجوانب الواقعية والمفاهيمية في العمل الفني، وهي المعايير التي تهتم خاصة بالنوعية في الإنتاج، وتحقيق الجودة؛ حيث تركز على قيمة العمل الفني في بيئته، ومقارنتها بفنون أخرى من نفس الجنس، ومنه توجيه الفنان بوصفه المنتج، إلى اقتناء مواضيعه التي تتلاءم مع أسلوبه الفني، وبيئته الاجتماعية بدرجة أولى.
وتتلخص أهداف الملتقى في تحديد سياقات ظهور الفن المعاصر، والتعرّف على التطورات الحديثة للفن المعاصر، والجوانب الجديدة التي يطرحها، مع التطرق لواقع الممارسة النقدية، ومدى فاعليتها في الرفع من مستوى الوعي لدى الأفراد، وكذا مناقشة تحديات النقد في مجال الفنون المعاصرة، ومستقبلها، في ظلّ تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
للإشارة، آخر أجل لإرسال الملخصات 15 أوت، وآخر أجل لاستقبال المداخلات كاملة يكون في 29 سبتمبر المقبل، كما تم الإعلان عن أن المداخلات المقبولة ستُنشر في كتاب جماعي ذي ترقيم دولي.
ق/ث