في صباح ينبض بالحياة والإبداع، شهدت، أمس، ساحة الثورة بعنابة لحظة فنية استثنائية ضمن فعاليات الطبعة السابعة عشرة من المهرجان الثقافي الوطني للموسيقى والأغنية الحضرية.
الحدث لم يكن مجرد عرض موسيقي، بل تجلٍّ حيّ لروح الفن الحضري الذي يعكس نبض الشارع واهتمامات المواطن. بمشاركة نخبة من الفنانين المحليين والمثقفين، تحولت الساحة إلى فضاء مفتوح للحوار، التبادل الثقافي، والإبداع التفاعلي. تجمّع المواطنون من مختلف الأعمار للاستمتاع بأنغام تمزج بين التراث والتجديد، تعكس هوية المجتمع وتمنح الفن بعدًا يوميًا يتجاوز القاعات المغلقة. هذا النوع من الأنشطة الثقافية الجوارية يبرز أهمية إخراج الفن إلى الفضاء العام، حيث يصبح في متناول الجميع، ويعيد ربط الناس بثقافتهم وموسيقاهم في قالب معاصر يواكب التحولات الاجتماعية. ولعل أبرز ما ميز هذا الصباح الفني هو الأجواء التفاعلية التي سادت المكان، حيث تحوّل الجمهور إلى جزء من العرض، مشاركًا بالغناء والتصفيق والحوار، ما يؤكد أن الثقافة الحضرية ليست مجرد عرض بل أسلوب حياة وشكل من أشكال التعبير المجتمعي.
ختامًا، يبرهن هذا النشاط على أن عنابة، بتاريخها وإرثها الثقافي، ما زالت فضاءً حيًا لاحتضان الفن والمبدعين، وأن المهرجانات ليست فقط احتفالات، بل محطات استراتيجية لإعادة إحياء الثقافة في قلب المجتمع.
ق\ث