الفنان قيشو نور الدين: “وتد الزيتون” رؤية إنسانية عميقة لمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني

الفنان قيشو نور الدين: “وتد الزيتون” رؤية إنسانية عميقة لمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني

يتواصل بالجزائر العاصمة معرض “وتد الزيتون” للفنان التشكيلي قيشو نور الدين، الذي يضم أزيد من 40 لوحة فنية تتناول مختلف عناصر التراث الثقافي الجزائري، إلى جانب إبراز آلام ومعاناة الشعب الفلسطيني الذي لازال يتعرض إلى أبشع صور الإبادة من قبل الكيان الصهيوني.

ويتطرق هذا المعرض الذي يحتضنه رواق الفنون “محمد راسم” في إطار النشاطات الثقافية لمؤسسة “فنون وثقافة” لولاية الجزائر، إلى جماليات العمران والطبيعة في الجزائر، كما يعكس سحر الطبيعة عبر مختلف زوايا الوطن من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. كما خصص الفنان قيشو نور الدين جناحا يبرز جوانب من المأساة الإنسانية وفظاعة جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، حيث تجسد اللوحات مشاهد مروعة عن جرائم الكيان المحتل. ومن بين الأعمال المقترحة في هذا المعرض الذي يستمر إلى غاية 21 ديسمبر، لوحة “صدى الألم” التي تمثل صرخة طفلين من وراء حطام وخراب، حيث تحولت المدينة إلى كومة شظايا متناثرة، فيما تسترجع لوحة “ذاكرة الطريق” مأساة التهجير القسري، في حين تبرز لوحة “وتد الزيتون” تشبث وعناق عجوز فلسطينية بجذع شجرة الزيتون أثناء عملية جرف واقتلاع من طرف الجيش الصهيوني. وفي هذا الإطار، اعتبر الفنان قيشو نور الدين، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن تنظيم المعرض يعد بمثابة تجربة جديدة تترجم باللون شغفه بالفن التشكيلي وأيضا فرصة لتقديم إبداعاته التي ترصد مختلف أوجه عراقة التراث والتقاليد الجزائرية والطبيعة الساحرة، مضيفا أنها أيضا أعمال تعكس تمسكه بالموروث الثقافي وشغفه بالذاكرة العمرانية. وأضاف أن المعرض يشكل فرصة أيضا لإبراز تضامنه مع معاناة الفلسطينيين ومع قضيتهم العادلة، مضيفا أن للفن التشكيلي قدرة كبيرة على تقديم رؤية إنسانية عميقة تتصل أساسا بالصمود والمقاومة وتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه.  ومع أنّ هذا الفنان يشكو من تواضع حالته المادية، إلا أنّه يرفض أن يبيع لوحاته، موضحا: “آخر ما أفكر فيه هو بيع لوحاتي من أجل العيش”. وبسبب هذا الموقف الصارم، يُفضّل قيشو أن يكسب قوته من اشتغاله في مجال الديكور الذي تعلّمه بمفرده، حيث يقوم بإنجاز شلالات اصطناعية ونافورات وجداريات من الإسمنت. وأوضح قيشو أنّ مدارس الفنون التشكيلية لا تُخرّج فنانين، وإنّما تُشرف على تكوين أساتذة في الرسم؛ لأنّ الفنان التشكيلي “لا يُمكن أن يتخرّج من مقاعد الدرس، وإنّما هو ابن موهبته، شرطَ أن يطورها بالممارسة والعمل والاحتكاك بأقرانه من الفنانين”.

 

ق\ث