الفنان طارق العربي طرقان لـ “الموعد اليومي”: حبي للموسيقى الجزائرية دفعني لتوظيفها في الأفلام الكارتونية… أتمنى أن تصلني دعوة من الجزائر للغناء لأطفالها

elmaouid

 طارق العربي طرقان من مواليد عام 1958 بدمشق، ملحن ومغني ومؤلف أغاني للأطفال، متحصل على شهادة الفنون الجميلة قسم النحت، متزوج من جزائرية فلسطينية سورية وله 3 أبناء.

وعلى هامش مهرجان قرطاج للموسيقى في طبعته لعام 2018، كان لجريدة “الموعد اليومي” لقاء مع الفنان طارق العربي طرقان.

 

– كنت من أصل جزائري، كيف هجرت الوطن الأم ولماذا؟

** فعلا، كنت مقيما في الجزائر وبالضبط في مدينة سيق بمعسكر رفقة الوالدين، وبعد الاستقلال تم تعيين الوالد في السفارة الجزائرية، ولدت هناك بحكم الإقامة الدائمة للوالد، وهكذا أصبحت جزائريا سوريا بحكم المولد أيضا، وعشت بدمشق وتزوجت هناك مع رفيقة دربي وأم أولادي ديمة، محمد وتالة، وأمي سورية الجنسية كزوجتي، وعائلتي كلها سورية الجنسية وجزائرية الأصل.

 

– تغني بالإنجليزية للكبار وتغني للأطفال أيضا أغانٍ تربوية، هل ترى هذا التنوع ضروريا في مسارك الفني؟

** في البداية وقبل أن أغني للأطفال، كنت أغني إنجليزي كهاوٍ عربي، وبعد ذلك تركت هذا اللون الغنائي واتجهت للأغنية التربوية الخاصة بالطفل. وأكيد هذا التنوع ضروري في مساري الفني كونه يثري رصيدي الثقافي والفني.

 

– أنت متأثر كثيرا بالفنان الجزائري إيدير رغم أن طابعه الغنائي صعب عليك، ما قولك؟

** لا، بالنسبة لي وبحكم أنني مقيم بسوريا تأثرت بالموسيقى الجزائرية بمختلف طبوعها وعلى وجه الخصوص الموسيقى القبائلية، وقد استمعت للفنان إيدير لعشقي الكبير لآلة القيتارة، وما زلت لحد الآن أستمع لكل الطبوع الجزائرية التي أعتز بها كثيرا، والجمهور السوري يكنّ للجزائر وللفن الجزائري احتراما كبيرا ويفتخر دائما حين نلتقي به في أي مناسبة يعبر لنا عن حبه للجزائر.

 

– في ألحانك نجد الكثير من الخانات الموسيقية الجزائرية، هل هو الحنين للجزائر أم أن الموسيقى الجزائرية تعطيك الإلهام عند توظيفها في أعمالك الفنية؟

** أكيد الحنين للجزائر وحبي للموسيقى الجزائرية جعلني أوظفها في أفلام الكارتون التي كنت أنجزها، وفيها نمط جزائري بدون ما يشعر الأطفال أن من يقوم بهذا العمل هو جزائري الأصل، وطبعا كانت النتيجة مرضية.

 

– أنت مؤسس المدرسة الموسيقية في مجال أغنية الطفل بدون منازع، ما سبب اختيارك لهذا النوع بالذات دون غيره من الأنواع الأخرى؟

** لم أكن أتوقع بعد 20 سنة من العمل المتواصل للطفل أن أرى وألتقي شبابا تربوا على ما قدمناه لهم، لكن في ذلك الوقت كنت أسميه الجمهور الصامت وعالم البراءة وكان أجمل عالم بالنسبة لي، شغلي وحياتي كان معهم وسأبقى معهم لأنني أؤمن برسالتي هذه، وقد سعدت كثيرا بالجمهور الذي حضر بقوة للحفل الذي قدمته على ركح مهرجان قرطاج، وتشرفت كثيرا عندما طلب مني إحياء حفل ثان في نفس المهرجان لكثرة الحضور، وتلبية لهؤلاء قبلت العرض رغم أنني كنت متعبا.

 

– قناة “سبايس تون” التي أطلقتها وأطفال الجزائر يتابعونها لكنهم لا يعرفون أن صاحبها جزائري، ماذا تقول؟

** فعلا، وقد وصلتني عدة رسائل من الجزائر يقولون لي فيها إنهم أحبوا سوريا بفضلي كوني سوريا، فأخبرتهم إني جزائري من مدينة سيق بمعسكر.

 

– والداك جزائريان وإقامتك لحد الآن بسوريا، هل تفكر في العودة للاستقرار النهائي بالجزائر؟

** غربتي إرادية ولاإرادية في الوقت ذاته، وفي الحقيقة الزمن يأخذنا من غير ما نشعر، لهذا أود زيارة الجزائر ومسقط رأسي سيق بولاية معسكر، لكني أشعر بالخجل تجاه الأسرة بولاية معسكر وتلمسان خاصة أخوالي لأن والدتي تنحدر من هذه الولاية، وبعد 20 سنة غياب طبعا الشعور سيكون مخالفا ومختلطا بين الحنين والشوق والعذاب، وإن شاء الله ستكون لي زيارة قريبة لأهلي بالجزائر.

 

– لماذا لم تغن في الجزائر لحد الآن رغم مشوارك الفني الطويل والحافل بالنجاحات؟

** في الحقيقة إن عملي كله قدمته للأطفال في العالم العربي، وفي أغلب الأحيان أشتغل في “سبايس تون” أو عن طريق الدعوات، وفي الوقت الحالي المجال فقط للحفلات الغنائية الموجهة للكبار، عن طريق المهرجانات وهذا الأخير لا يليق بالأطفال، وأشير هنا إلى أنني أتلقى دعوات من العالم العربي إلا من الجزائر التي لم تقدم لي أي دعوة لإحياء حفلات فنية بها، وأتمنى أن أتلقى دعوة من الجزائر وشرف كبير أن ألتقي بأطفال الجزائر، وكما يقولون أهل الشام “راسي يسبق رجلاي”.

 

– ماذا تعني لك المشاركة بمهرجان قرطاج بتونس؟

** تشرفت كثيرا بمشاركتي في هذا المهرجان وغنائي لجمهوري هناك خاصة لما برمجت إدارة المهرجان سهرة ثانية لم تكن مبرمجة سابقا حتى يتمكن كل جمهوري من الحضور، والجميل في هذا أن إدارة المهرجان قررت أن تقدم مداخيل الحفل الثاني لأطفال ولاية نابل المتضررة من الفيضانات الأخيرة، وكانت مشاركتي في هذا المهرجان ناجحة جدا وأعتز بها.

 

– أنت متزوج ولديك ثلاثة أولاد وتعيش في مصر لظروف خاصة، هل تكون وجهتك القادمة للاستقرار هي بلدك الجزائر؟

** الجزائر هي خيار أساسي خاصة بعد الظروف الخاصة بأولادي، والآن أنا في مصر لظروف خاصة وأكيد سأعود إما لدمشق أو الجزائر لم لا؟ وأخبرك أن حياتي بسوريا كانت طبيعية جدا وكنت محترما من الجميع خاصة عندما يعرفون أني جزائري الأصل.

 

– ختاما لهذا الحوار، ماذا تقول خاصة لجمهورك الجزائري؟

** أولا أخبركم أنني أتلقى العديد من الرسائل من الجزائر تعاتبني على عدم زيارتي للجزائر كما فعلت مع تونس والمغرب، لهذا ومن كل قلبي أقول لكم حب الجزائر وافتخاري ببلدي أحمله أينما كنت، وأتمنى أن يكون لقائي بجمهوري في بلدي الجزائر قريبا.

حاوره بتونس: عبد الحميد بوحالة