أكد رئيس جمعية الألفية الثالثة الفنان سيدعلي بن سالم في حوار خص به “الموعد اليومي”، أن الحفل التكريمي الذي برمج، السبت، بالمسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي” للفنان مجيد حسناوي امشطوح ومحمد سليم، هو محطة اعتراف لهذين الفنانين اللذين قدما الكثير للفن الجزائري، وهي فرصة ليتعرف الجيل الجديد خاصة ممارسو الفن على الجيل القديم وما قدمه خدمة للفن الجزائري، ولابد أيضا أن نتذكرهما خاصة وأنهما قد تجاوزوا الـ 80 سنة من عمرهما.
وأضاف: “منذ تأسيس الجمعية في 2001 عملنا على تكريم أغلب الفنانين القدامى ووصلنا إلى غاية هذا التكريم إلى 129 فنانا مكرما من مختلف ميادين الفن من غناء وموسيقى وتمثيل…..”.
وجمعية “الألفية الثالثة” -يقول رئيسها -لم تقصِ أي فنان مهما كانت درجته وشهرته في مجال الفن، ومع بداية كل عام جديد نسطر برنامجا خاصا بتكريم شخصية أو اثنين من الفنانين في حفل كل شهر، ونعمل على هذا البرنامج طوال السنة ومن الممكن أن يطرأ تغيير على البرنامج الشهري وفق المستجدات التي تطرأ على الساحة الفنية.
ولم يرفض – يقول سيدعلي بن سالم- أي فنان من الذين كرمناهم لحد الآن فكرة التكريم بل يرحب بها ويفرح بالحفاوة التي يتلقاها من طرف أعضاء الجمعية وكذا الضيوف وعامة الحضور الذين يحضرون خصيصا لمقاسمته هذه الفرحة.
وتابع: “أفكر أن أخصص حفلين تكريميين خلال الشهر في المستقبل القريب بدل تكريم واحد في الشهر حسب ما تعمل عليه الجمعية منذ تأسيسها. ولمست أن الفنان بمجرد غيابه عن الأعمال الفنية تنساه وسائل الاعلام المختلفة ويتسابقون للظفر بلقاء معه إذا كان يمر بظروف صحية صعبة أو مشاكل في الحياة الخاصة، فتجد هؤلاء (وسائل الاعلام المختلفة) تتسابق في دعوة هذا الفنان أو الذهاب إليه حيث يكون لتصوير حلقة معه، وهذا السلوك أرفضه رفضا قاطعا وأرفض المتاجرة بالفنان أثناء مرضه، وبدوري أرفض تكريم الفنان وهو على فراش المرض”.
وعن غياب الفنانين القدامى عن الأعمال الفنية التي تنجز من حين لآخر خلال الفترة الأخيرة، قال محدثنا: غياب الفنانين القدامى عن المشاركة في الأعمال الفنية التي تنجز من حين لآخر يرجع إلى أن المنتجين لهذه الأعمال الفنية استغنوا عن دور العائلة الكبيرة التي تتكون من الجد والجدة، الأعمام والأخوال وأبقوا على الأدوار التي فيها الأسرة الصغيرة أي الأم والأب والأولاد…. وهذا طبعا جعل غياب بعض القدامى من الفنانين عن الساحة الفنية مجبرين”.
واستطرد في نفس السياق قائلا: “أيضا نقص الانتاج الفني، حيث هناك عمل واحد أو اثنين خلال السنة وهذا غير كافي لتوظيف كل الفنانين”، مشيرا في هذا السياق إلى أن عمله الأخير والمتمثل في مسلسل “سامحني” الموجود على مستوى التلفزيون العمومي وأعطت اللجنة المختصة الموافقة على بثه عن قريب. وسبب تأخير بث هذا المسلسل، يقول سيدعلي بن سالم، راجع للأزمة المالية التي عرفها التلفزيون العمومي في السنوات الأخيرة، لكنهم وعدوني ببثه في المستقبل القريب”.
وأشار محدثنا إلى أنه وظف عدة فنانين قدامى منهم الفنانة نورية التي تبلغ حاليا أكثر من 90 سنة من عمرها والتي غابت عن الساحة الفنية منذ أكثر من 30 سنة وآخر عمل شاركت فيه هو مسلسل “المصير” للمخرج الراحل جمال فزاز.
وختم: “حبذا لو يستمر التعامل مع الفنانين القدامى الذين ما زالوا على قيد الحياة إلى جانب الجيل الجديد، لأن للجيل القديم جمهور يرغب في مشاهدته كما للجيل الجديد جمهور يحب أعماله الفنية”.
حاورته: حورية/ ق
