الفنان حسان لعبيدي يصرح لـ “الموعد اليومي”: نقص التمويل وراء توقف التجارب الفنية الموجهة للطفل

الفنان حسان لعبيدي يصرح لـ “الموعد اليومي”: نقص التمويل وراء توقف التجارب الفنية الموجهة للطفل

 

قال الفنان حسان لعبيدي بخصوص موضوع الفن وعالم البراءة:”تجربتي الفنية في مجال الغناء للطفولة كبيرة وأنا أمارسها منذ سنوات طويلة، والطفل في الزمن السابق يختلف عن الطفل في الزمن الحالي زمن الصورة والوسائل التكنولوجية الحديثة، حيث أن الطفل في وقت سابق كان يعتمد على السمع ومن خلاله يتولد لديه الخيال الواسع والتصور، كما كان يطالع القصص ومن خلال هذه القراءة يتعلم إخراج الحروف إخراجا صحيحا وأيضا يتعلم الكتابة والتعبير على عكس الوقت الحالي الذي أصبح الطفل يعتمد على الصورة ويرى كل شيء بالعين وهذا الأمر لا يسمح له بتخيل الأشياء والتفكير لأن الصورة تغنيه عن البحث والتفكير”.

وأضاف: “الأولياء في وقتنا الحالي للأسف لا يقتنون لأولادهم قصصا لمطالعتها بل يفضلون شراء قرص مضغوط يحمل أغاني أو رسوم متحركة بدل القصة المكتوبة، وهذا ولّد لدى أطفالنا حب متابعة الأعمال الفنية الخاصة بهم عن طريق الصورة. ولذا فإن هذا المجال يفتقد إلى خطة مدروسة من طرف المختصين، وليست هناك دراسة معمقة في هذا المجال، ومن خلال ممارستي للفن الموجه للطفل لاحظت أن الجيل الجديد غير مرتبط بالطريقة القديمة التي توجه بها الأعمال الفنية الخاصة بالطفولة، وهو يحتاج إلى تغيير النشاط كل 20 دقيقة حتى لا يمل ويمكن أن يتابعك وأيضا أن الصورة تقتل الخيال لدى الطفل، حيث لم يعد له المجال لتخيل الأشياء التي يسمعها في وجود الصورة، فهذه الأخيرة تغنيه عن البحث والتخيل”.

وعن المناسبات المخصصة للاحتفال بالطفل كاليوم العالمي للطفل الذي يصادف الفاتح من جوان من كل سنة واليوم العالمي للطفل الإفريقي الذي يصادف الـ 16 جوان من كل سنة، قال حسان لعبيدي: أنا أرفض المواعيد المناسباتية خاصة عندما يتعلق الأمر بالطفل كون هذا الأخير يحتاج إلى مرافقتنا له على مدار السنة وليس في شهر جوان فقط.

وعالم الطفولة لا يحتاج إلى الأغاني فقط، بل إلى كل أشكال الفنون الأخرى كالمسرح والشعر والرقص وهذا لتمرير رسائل تربوية، وهناك تقصير كبير فيما يخص تمويل أغنية الطفل وكون هذا المجال يتطلب إمكانيات كبيرة وغياب الدعم وراء توقف عدد كبير من التجارب الفنية الخاصة بالطفل. وبدوري أسعى لتقديم أعمال فنية خاصة بالطفل تستمر لسنوات طويلة وتكبر مع الطفل وأعتز عندما تردد أغنيتي “السيارة” من طرف الأطفال رغم عمرها الطويل (أكثر من 25 سنة من إنجازها). ومن خلال حفلاتي التي أخصصها للطفولة، أحاول أن أتقرب أكثر من هذه الشريحة، فمثلا خلال إحيائي لحفل خاص بالأطفال المكفوفين أديت دور المكفوف وغنيت مغمض العينين حتى أحس بما يحسه المكفوف.

وعن نجاح واستمرار تجربة يزيد في مجال الغناء للطفل، قال محدثنا: “إن تجربة يزيد هي إضافة لهذا المجال، لكن التمويل والدعاية الاعلامية الذي يحظى بها سواء لبث برنامجه أو لحفلاته على قناة “الشروق. تي. في” وراء استمراره في هذا المجال. والإشهار للحفل الفني أو البرنامج الخاص بالطفل يسمح باستمرار التجربة لسنوات طويلة. ونقص الاعلام وعدم الاهتمام بهذه التجارب يجعل العمل يقف في نصف الطريق ولا يستمر خاصة في ظل غياب الإمكانيات خاصة المادية منها.

حاورته: حورية/ ق