جسد طيلة مساره الفني الذي تجاوز 40 سنة من العطاء والإبداع العديد من الشخصيات في أفلام ومسلسلات اجتماعية وتاريخية، ويلقب بـ “وحش الشاشة” لتجسيده أدوار الشر والعنف والعصبية في عدة أعمال، إنه
الفنان المخضرم محمد عجايمي الذي يطل على محبيه هذا رمضان من خلال مسلسل “صمت الأبرياء” على قنوات التلفزيون العمومي بشخصية مختلفة عما كان يجسده في السابق.
وعن هذه المشاركة وأمور فنية أخرى، تحدث محمد عجايمي لـ”الموعد اليومي” في هذا الحوار.
* إطلالتك الرمضانية هذا العام من خلال مسلسل “صمت الأبرياء” تختلف عن سابقاتها، ما قولك؟
** صحيح، وقد سبق أن أعلمت جمهوري بهذا الاختلاف في تجسيد الشخصية الفنية في مسلسل “صمت الأبرياء”، الذي تبث حلقاته على قنوات التلفزيون العمومي، فأنا أظهر على خلاف العادة في شخصية طيبة تسعى لمساعدة الغير وفعل الخير والإصلاح بين الناس، وقد نال دوري هذا نجاحا كبيرا وبدا لي ذلك واضحا من خلال استحسان الجمهور.
* التغيير لم يكن في الدور المجسد فقط، بل حتى ملامح وجهك إلى درجة أن هناك من المشاهدين من لم يتعرف عليك إلا من خلال صوتك…
** حقيقة هناك الكثير من المشاهدين لم يتعرفوا علي بسبب التغيير الذي صاحب الدور المجسد في “صمت الأبرياء”، لكن ومن خلال صوتي تعرفوا عليّ، وهذا التغيير كان لابد منه لأن الشخصية تفرض ذلك والحمد لله الجمهور تفاعل بشكل جيد مع هذا التغيير وتجسيدي للشخصية الطيبة.
* هل هذا التغيير سيستمر معك في المستقبل وتكون القطيعة مع الشخصيات الشريرة والعنيفة خاصة وأنك تلقب بـ “وحش الشاشة”؟
** أولا، أنا مطالب بتجسيد مختلف الشخصيات كوني ممثلا ومبدعا في آن واحد، فأنا دائما أرد بالإيجاب على كل شخصية تقترح علي لتجسيدها وليس لدي مانع في هذا الشأن.

* حتى ولو كانت شخصية تسيء لمسارك الفني كما حدث معك فيما سبق في مسلسل “دار أم هاني”؟
** الممثل غير مسؤول عن محتوى العمل أو مستوى الدور الذي يجسده لأنه ليس كاتبا للسيناريو، لكن تبقى الأدوار التي تقترح علي في كل مرة ليس فيها تجاوزات للخطوط الحمراء ولا تخدش الحياء ويمكن لأفراد الأسرة الواحدة أن يتابعوها سويا، وغير معقول أيضا أن نحاسب الممثل على محتوى العمل لأنه غير مسؤول عن ذلك كونه ليس كاتب السيناريو، وهو مطالب بالإبداع في الشخصية التي يقوم بتجسيدها في ذلك العمل، وهذا ما أقوم به بدوري في كل عمل فني أشارك فيه، وأسعى دائما لإيصال الدور للجمهور. وحسب الأصداء التي تصلني من الجمهور عقب كل مشاركة فنية أقدمها، فإنني وفقت إلى أبعد الحدود في هذا الشأن.
* في كل عمل فني تشارك فيه يمثل إلى جانبك أسماء من الجيل الجديد. ما
رأيك في إبداع هؤلاء؟
** أسماء كثيرة من الجيل الجديد شاركتني في تجسيد عدة شخصيات فنية في مسلسلات كثيرة، وهي تتوفر على الموهبة وتحتاج منا دعمها وتشجيعها على المواصلة، وأذكر على سبيل المثال الممثلة الواعدة سارة لعلامة والممثل عبد النور باعمر.
* وما رأيك في الأعمال الفنية التي تعرض عبر مختلف القنوات التلفزيونية الجزائرية خلال هذا رمضان؟
** فعلا هي أعمال فنية كثيرة ومتنوعة والحكم النهائي على نجاحها من عدمه مصدره الجمهور، فهو الوحيد الذي يحق له ذلك لأن أي عمل فني موجه للجمهور باعتباره المتلقي لأعمال الفنانين في أي مجال فني كان.
وكتقييم عام للأعمال الفنية التي تبثها القنوات التلفزيونية الجزائرية، هناك أعمال لا بأس بها خاصة من الناحية التقنية مقابل أعمال أخرى ليست في المستوى. وأظن أنه بالإمكان تقديم أعمال أفضل مستقبلا سواء في الجانب التقني الجمالي أو بخصوص المحتوى والمضمون.
* يشتكي الجيل القديم من الفنانين من التهميش، خاصة وأن الساحة الفنية – حسب اعتقادهم – أصبح يتحكم فيها الدخلاء. ما رأيك؟
** لقد تكلمنا كثيرا في هذا الموضوع وقلنا بأن الأوضاع ما زالت على حالها. وفعلا هناك العديد من المبدعين الحقيقيين أبعدوا عن الميدان لأسباب مجهولة، ويستعان في كل مرة بالوجوه الجديدة وأغلبها دخيلة على الفن ولابد لوسائل الإعلام أن تبتعد عن تشجيعها للدخلاء حتى ولو كانوا ناجحين في الميدان.