كمال بوعكاز من الأسماء الفنية البارزة خاصة في مجال الكوميديا، حيث شارك في العديد من الأعمال الفنية منها سلسلة “ناس ملاح سيتي” و “عمارة الحاج لخضر”
و”حنا وهما” و”الجمعي فاميلي”، كما يملك حضورا مميزا على خشبة المسرح من خلال
“مونولوجات” لقت رضا الجمهور واستطاع أيضا أن يبرز كثنائي مع العديد من الفنانين أمثال صالح أوڤروت.
فعن مسيرته الفنية وأدواره في مختلف الأعمال وأمور أخرى تحدث كمال بوعكاز لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار…
* جسدت خلال مسيرتك الفنية العديد من الأدوار والشخصيات.. كيف تقيمها؟
** أنا فخور بكل الأعمال التي قدمتها طيلة مشواري الفني، وكل شخصية تكون مميزة ومختلفة عن الأخرى، وأحاول في كل مرة أن أبدع في الشخصية التي أقدمها وأوصلها للجمهور، وإرضاؤه يبقى غايتي من خلال تجسيد أدوار تكون قريبة من الواقع الذي يعيشه المجتمع الجزائري بمختلف فئاته، وما زلت أواصل مسيرتي على أحسن وجه.
* كوّنت رفقة المبدع صالح أوڤروت ثنائيا فنيا رائعا في وقت سابق.. لماذا لم يستمر تعاملكما الفني؟
** أولا صالح أوڤروت هو صديقي وأخي، وكما ذكرت، فقد جمعتنا العديد من الأعمال الفنية الرائعة وعدة سكاتشات ما زال الجمهور يتذكرها ويطلب مشاهدتها رغم مرور وقت طويل على بثها. ولا يختلف اثنان على موهبة واحترافية صالح أوڤروت، فهو فنان مبدع يمثل دون تكلف وتلقائي ونفس الشيء بالنسبة لي، وهذا ما جعلنا ننجح كثنائي.
* لم نعد نشاهدك كثيرا في السنوات الأخيرة خاصة في الأعمال المرتبطة برمضان؟
** هذا الأمر ليس بيدي، فأنا أوافق على أي عمل يصلني من المنتجين بشرط أن يكون مناسبا لمنهجي الفني ومبادئي وألا يخرج عن قناعاتي، وفي حال توفرت كل هذه العناصر في الدور المقترح عليّ، أقبله وأبدع في تجسيده.
* وهل فعلا الممثل مقيد بأداء نوع فني معين خاصة من حيث الأدوار التي يتقمصها؟
** الأدوار تقترح على الفنان من طرف المخرج أو المنتج، والسيناريو يكون جاهزا وهذا يعني أن الممثل مقيد بتجسيد تلك الشخصية فقط، وفي بعض الأحيان ندخل بعض التغييرات على الدور من باب إضافة شيء جميل على الشخصية دون تغيير ملامحها الرئيسية.
* أغلب الأعمال التي قدمتها في مشوارك الفني يغلب عليها الطابع الكوميدي. هل هذا اختيار منك أم يفرضه عليك المنتجون والمخرجون؟
** أولا، الفنان يتلقى الاقتراحات من طرف المنتجين أو المخرجين، وهذا يعني أن هؤلاء يختارونه ويرونه أنسب لتلك الشخصية التي اقترحت عليه، ولا يمكن أن يكون إجباريا يلزمك بأداء دور أنت غير مقتنع به، وبعبارة أخرى أرفض التواجد من أجل التواجد وفقط، وخلافا لما يعتقده الكثير، أنا ممثل أستطيع تجسيد كل الأدوار، لكن في الفترة التي قدمت فيها العديد من الأعمال الكوميدية، كانت الجزائر تمر بمرحلة صعبة جدا، والكوميديا كانت الطريقة الوحيدة للترفيه عن الناس، وليس لدي مانع في تجسيد كل الشخصيات التي تقترح عليّ.
* في أحد أعمالك الفنية جسدت شخصية تقلد فيها اللهجة القبائلية وهناك من اعتبر الأمر سخرية واستهزاء بالقبائل، ما تعليقك؟
** لا، لا، هذا غير صحيح كيف أستهزئ باللهجة القبائلية وأنا “قبايلي”، كما يمكنني تقليد مختلف اللهجات الجزائرية وهذا لإظهار التنوع اللغوي الذي تزخر به الجزائر وليس استهزاء بمن يتكلمها، فالممثل قاسي تيزي وزو رحمه اللّه كان يقدم أدواره بالعربية ممزوجة بنبرة قبائلية، فهل هذا الفنان أيضا يستهزئ بالقبائل، لا أظن، وأنا فخور بما قدمته من أدوار في هذا الإطار، ولم يكن القصد من ذلك المساس بكرامة القبائل أو الاستهزاء بهم، فأنا جزائري وأفتخر بكل اللهجات والعادات والتقاليد
الموجودة بكل منطقة من الوطن، ولا أفعل ذلك من باب العنصرية أو التطاول على الاخرين.
* كيف ترى مستوى الأعمال الكوميدية التي تقدم من الجيل الجديد، وهل فعلا يغلب عليها التهريج بدل من اضحاك الناس؟
** أتفق معك في هذا الطرح، فالتهريج والتجريح هو العنوان الرئيسي للفكاهة في السنوات الأخيرة، المنتجة من طرف الجيل الجديد عكس الجيل السابق الذي كان فعلا يضحك الناس بالأدوار الكوميدية التي يجسدها. ربما يرجع ذلك إلى عدم وجود كتاب سيناريو في المستوى المطلوب. في اعتقادي لا يمكن أن نحاسب الممثل على محتوى الدور لأن الفنان مكلف بتجسيد الشخصية المقترح عليه تجسيدها وهو مطالب بأن يبدع في تقمصها، وبدوري لو اُقترح عليّ دور لا يتماشى مع قناعاتي سأرفضه حتما خاصة إذا كان مستوى “الورق” ضعيفا.
* كانت لديك تجربة في مجال المسرح أيضا، ما رأيك في واقع هذا الأخير؟
** أدواري في المسرح أيضا أفضلها جادة وتحمل رسالة للجمهور، وعن واقع المسرح اليوم فهو ليس على ما يرام ويحتاج إلى إعادة النظر في مختلف جوانبه.