نزل الفنان القدير آكلي يحياتن، مساء الثلاثاء، ضيفا على وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي بمقر الوزارة.
وجددت الوزيرة بالمناسبة حرصها الشخصي على المتابعة المستمرة لوضعية الفنانين والمثقفين، وكذا الاستماع إلى انشغالاتهم واقتراحاتهم بغية النهوض والرُّقي معًا بقطاع الثقافة والفنون في الجزائر.
وكان آكلي يحياتن قد حظي في منتصف جويلية الماضي بحفل تكريمي نظير مسيرته الفنية الطويلة وسجله الغنائي الحافل الذي لطالما ألهم عديد الفنانين، وهو الذي تقلد سنة 2017 وسام الاستحقاق الوطني من مصف “عشير”.
واُستقبل الفنان القبائلي صاحب التسع وثمانين سنة بالزغاريد
والتصفيقات وايقاعات “ايضبالن” بما يليق بمقام أحد أعمدة الفن الجزائري، الذي دأب من خلال الأغنية على اسماع صوت الجزائر أثناء أحلك الظروف التي مرت بها لا سيما الفترة الاستعمارية.
آكلي يحياتن من مواليد سنة 1933 في آيت منداس بوغني (تيزي وزو) نفي، إبان الاستعمار، إلى فرنسا، حيث اشتغل العديد من المهن قبل أن يتعرف لاحقا على بعض من نجوم عصره آنذاك من ملحنين ومطربين على غرار سليمان عازم وزروقي علاوة و الشيخ الحسناوي وغيرهم ممن صقلوا لديه موهبة الغناء.
كما لم يكتف الفنان آكلي يحياتن بفنه بل كان مجاهدا أيضا تم اعتقاله مرات كثيرة من طرف السلطات الفرنسية بتهمة المشاركة في جمع التبرعات لجبهة التحرير.
وأصدر عازف العود والمندولين العديد من الأغاني التي جعلته أحد أشهر فناني تلك الفترة وما تزال تأسر قلوب معجبيه إلى يومنا هذا على غرار “آخام” (البيت) والتي ترجمت للإسبانية، إضافة إلى رائعة “المنفي” التي تعتبر من الأغاني الخالدة في التراث الجزائري، وهي أغنية تروي معاناة المهاجرين الجزائريين و المهجرين قسرا إلى كاليدونيا الجديدة، حيث قام بتأديتها جملة من الفنانين مثل الثلاثي فضيل وخالد ورشيد طه إلى جانب الفنان اللبناني علاء زلزلي.
وشهد حفل تكريم الفنان حضور عدد من الفنانين على شاكلة مطربة الحوزي والعاصمي، السيدة نادية بن يوسف ومطرب الشعبي رضا دوماز والحسناوي امشطوح وغيرهم ممن أبوا إلا أن يكرموا فنانا ومجاهدا وهب فنه وحياته لوطنه.
ب-ص