بعد غياب طويل دام 31 سنة لأسباب عديدة، عاد الفنان القبائلي عمور عبد النور إلى جمهوره، حيث أحيا حفلا فنيا، نهاية الأسبوع الماضي، بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، أين كان الحضور محتشما.
وفي هذا السياق، قال عمور عبد النور لـ “الموعد اليومي”، “عدم الدعاية الإعلامية لهذا الحفل كان وراء غياب الجمهور، لأنه لا يمكن أن تنتظر حضورا كبيرا إلى حفل فني في غياب المعلومة عن طريق مختلف الوسائل
الإعلامية، فضلا عن مبلغ التذكرة الذي كان باهضا”.
وأضاف موضحا “لا يعقل أن نطلب من الجمهور دفع مبلغ 1000 دج لدخول حفل فني خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن البسيط”.
وتابع قائلا:”تمنيت أن يكون ثمن التذكرة رمزيا، خاصة وأن هذا الحفل جاء بعد غياب دام أكثر من 30 سنة، حيث لم التق طيلة هذه الفترة مع جمهوري، الذي اشتاق إلى أغنياتي، ولولا ذلك لما أقدمت على هذا العمل، فأنا أرفض هذه العروض الفنية وأيضا رأيت أن عودتي ضرورية في هذا الوقت بالذات كون الجمهور يحن إلى الغناء الملتزم والهادف والجاد، خاصة وأن أغلب الأعمال الغنائية التي تنجز حاليا ركيكة وأعطت صورة سلبية عن الطرب”.
ويقول عمور عبد النور، إن كلامه لا يعني أن كل الفنانين الجدد لا يصلحون للغناء بل هناك أصوات موهوبة لابد أن نشجعها ونأخذ بيدها حتى تصل إلى المبتغى وأيضا لتكون خير خلف لخير سلف.
وعن قلة إنتاجاته الغنائية مقارنة بمسيرته الفنية التي تجاوزت الأربعين سنة من العطاء، قال محدثنا إنه ينتمي إلى جيل لا ينتج الكثير من الأعمال الفنية، بل يحرص على تقديم الأفضل الذي يبقى خالدا ومتألقا مع مرور الزمن.
واستطرد موضحا:”لذا لا أملك الرغبة في إنتاج الكثير من الأغاني في ظرف زمني قصير، بل أفضّل إنتاج أغاني جادة وهادفة وذات محتوى ملتزم ولو مرة في السنتين أو الثلاث سنوات، ولست من الفنانين الذين يلهثون وراء الكسب المادي من وراء الغناء دون مراعاة المحتوى، لأن الأغنية القبائلية حاليا بحاجة ماسة إلى تقديم فن ملتزم، خاصة وأن الجيل الجديد اليوم يقدم أغاني خفيفة راقصة فقط دون الإهتمام بالمحتوى، وهذا يعطي صورة سلبية عن الفن القبائلي الذي قدمه القدامى أمثال الراحل شريف خدام، سليمان عازم، طالب رابح، الشيخ الحسناوي، وحنيفة، وعلى وسائل الإعلام أن تهتم بالفنانين القدامى الذين ما زالوا على قيد الحياة، والسؤال عنهم ونقل معاناتهم للمسؤولين”.