الاقصاء والتهميش الذي عانى منه أبناء الجنوب واهتمام وزارة الثقافة بفناني العاصمة دفع بهذه الفئة إلى رفع التحدي وإثبات الذات رغم قلة الإمكانيات وبُعد المسافة عن الشمال، إلى جانب انعدام وسائل الاعلام بهذه المنطقة.. ومن هؤلاء الفنانين الشاب عيساوي عبد المجيد ابن ولاية تيندوف الذي فتح قلبه لقراء جريدة “الموعد اليومي”.
مرحبا بك عبر صفحات يومية “الموعد اليومي”، وهل لك أن تعرّفنا من هو عبد المجيد ؟
عبد المجيد عيساوي من مواليد 30/11/1971 أستاذ تربية فنية، فنان تشكيلي، خطاط، نحات، خريج المعهد التكنولوجي للتربية 1992 وناشط جمعوي، رئيس جمعية الفنانين التشكيلين “أصيلة للفنون الجميلة”، ومهتم بالمسرح والسينوغرافيا. بدايتي كانت منذ الصغر في المتوسط ثم الثانوي ضمن النوادي الثقافية وصقلت هذه الموهبة مع أستاذي مولا عمر للتربية الفنية بتندوف ثم انتقلت إلى مدينة وهران للتكوين بالمعهد التكنولوجي للتربية كأستاذ تربية فنية، أين فسح لي المجال للاحتكاك بمجموعة من الفنانين رغم الظروف الصعبة وقلة الإمكانات، ولكن كان الإصرار والتحدي، خصوصا أننا ننتمي للجنوب، أين كنا نجد نوعا من الإقصاء والتهميش وكان هذا الدافع لإثبات الوجود في الوسط الفني.
هي مسيرة طويلة، هل لنا أن نعرف أهم مشاركاتك خاصة خارج الوطن وما هي أهم التكريمات التي تحصّلت عليها؟
لدي مشاركات وطنية عبر مختلف الولايات الجزائرية سواء من خلال المعارض الفردية أو
الجماعية منذ 1990 إلى اليوم، إضافة إلى مشاركات دولية بالمغرب وتونس وتركيا ومصر ودول
البحر الأبيض المتوسط من 2001 إلى 2018. كما أنه بحوزتي إبداعات فنية كبيرة تجولت بها
في مختلف ولايات الجزائر وقمت خلالها بتأطير لورشات الخط العربي مع قطاع التربية أسفرت
على مراتب أولى وطنيا. وعبر برنامج “ريشة بلادي” في الخط العربي، تحصلت على عدة جوائز
أهمها الجائزة الوطنية في الفنون التشكيلية “القنطاس” بالجلفة تخصص نحت 2009، تكريم
خاص من طرف وزيرة الثقافة الجزائرية 2008، تكريم خاص من قائد القطاع العسكري للناحية
الثالثة بتندوف 2005 وتكريم خاص من طرف وزيرة التربية الجزائرية 2018 وتكريم آخر من طرف
نادي زيرفاز لمنظمة اليونيسكو 2019 وكنت وراء تصميم ملابس مسلسل تليفزيوني “العباس
ابن مرداس” مع التلفزيون الجزائري 1998، إلى جانب إنجاز وتصميم سينوغرافيا عدة أعمال مسرحية، وكان أيضا لي شرف المشاركة في المعرض الأول بالجزائر في الخط العربي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 2008، ونلت شهادة تقدير من المركز العالمي للفنون بدولة العراق، وآخر مشاركة لي كانت بدولة تونس مع نادي الفن التابع لليونيسكو في إطار السنبوزيوم الدولي للفنون التشكيلية مع عدد من الفنانين وكانت لنا مشاركة مشرفة بإنجاز أعمال فنية رائعة.
كيف ترى واقع الفن التشكيلي في الجزائر وما هو واقع الفنان التشكيلي؟
الفنان التشكيلي في الجزائر رغم الفضاءات المتواجدة إلا أنه يشعر بأنه وحيد في وسط لا يقدر جهوده وهناك إقصاء الهيئات الوصية وأخص بالذكر وزارة الثقافة للفنان من خارج العاصمة، حيث أن المشاركات الدولية التي تنظمها الوزارة خارج الوطن تكون مركزة فقط على الفنان العاصمي.
فهذه المركزية أثرت سلبا على مردود ورقي الفنان، وتبقى مشاركاتنا خارج الوطن تتم بفضل دعوات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت بشكل كبير في إبراز قدرتنا الفنية، والرسالة التي أوجهها الجزائر ليست العاصمة ولسنا بقية الوطن. الجنوب يملك من الطاقات الهائلة قادرة على إثبات وجودها عالميا على الهيئات الوصية الاهتمام بالفنان الجزائري في كامل التراب الوطني وخلق سوق الفن لأنه يساهم في رقي الفنان.
هل من كلمة نختم بها هذا اللقاء؟
شكرا لك على الإهتمام وشكرا لجريدة الموعد اليومي على هذه الالتفاتة وعلى تشجيعها للمواهب والفنانين.
حاوره: سعيدي محمد أمين