استضافت الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي الفنانة التشكيلية ناريمان غلام الله في عرض افتراضي لنماذج من لوحاتها المميزة، وإعطاء لمحة عن طريقة عملها وعلاقتها الوجدانية مع الرسم ومع مواضيع لوحاتها المتنوعة، وذلك في إطار الأنشطة الثقافية الفنية التي تقوم بها الوكالة بتقنية التواصل عن بعد لكسر الجمود الذي فرضته وضعية الوباء.
تحمل الفنانة شهادة مهندس في علم المحيطات ولها دبلوم عال في علم التسيير، لكنها حطت في النهاية في عالم الفن التشكيلي لأنها كانت منذ الصغر روح فنانة، خاصة وأن والدها كان رساما ومارست في البداية فن تصميم الأزياء إلى جانب بعض الرسومات .
ولكن بعد أن قررت جعل أعمالها مرئية
وإخراجها من الورشة إلى الجمهور العريض، اختارت تحصين ذلك بفترة دراسة كطالبة حرة في مدرسة الفنون الجميلة للتحكم أكثر في تقنية الرسم.
كانت في أول مشوارها تستلهم رسوماتها من صور قديمة بالأبيض والأسود، وأكدت أن المشاعر بالنسبة لها هي أهم عامل في التعامل مع الرسم، إضافة إلى المحيط المباشر الذي تستلهم منه أعمالها.
وأضافت قائلة: “عندما يلهمني شيء معين أقوم بتحييده وإبعاده عن محيطه السردي لأستحوذ عليه”.
للفنانة علاقة خاصة بالبورتري لأنها ترى أن نظرة صاحبها عبارة “عن مرآة الروح، وهي صادقة”. وصرحت الفنانة أنها تحرص دائما على اصطحاب أعمالها بالكلمات لتمرير الرسالة والعاطفة التي تنبعث منها للمتلقي.
وتظهر مجموعة اللوحات التي تعاقبت خلال البث، دقة وتميز ريشة الفنانة، كما يتبين ذلك في الأعمال التي خصصت للمرأة والعالم الداخلي لبيتها وذلك من خلال استرجاع لذاكرة أيام خلت حين كانت للمرأة العاصمية علاقة حميمة مع المكان. ويظهر ذلك في اللوحات التي تصور الحياة اليومية في البيوت الجزائرية بديكورها المتألق و محتوياته الجميلة (تحف وأفرشة وأواني) والتي تنافس صاحبة البيت في أناقتها.
واستخدمت الفنانة ألوانا مختلفة للتعبير عن مشاعر شخوصها في بورتريهات خصصت للنساء والأطفال مع التأكيد على أصالة و جمالية اللباس التقليدي.
في المجموعة التي خصصتها لموضوع الأحذية، أبرزت ناريمان البعد الزمني من خلال شكل ووضعية الحذاء الذي يرمز الى التنقل والأسفار أحيانا وكذا الحالة الاجتماعية والمهنية. أما في موضوع الحقائب فقد قدمت الفنانة لوحات متنوعة تتراوح بين الحقيبة الواحدة المفتوحة التي استولت على كل مساحة اللوحة وقد يرمز هذا العمل للماضي والذكريات أو للرحيل،
وحقائب مرافقة لأصحابها في السراء و الضراء، وأيضا لوحة أخرى تراكمت فيها الحقائب المختلفة الألوان والأشكال والتي تعطي انطباع الفوضى والسرعة.
كما عبرت الفنانة في اللوحات التي رسمت فيها الكراسي والأرائك المهترئة من ثقل ما تعاقب عليها من هموم وأسرار الذين غادروا.
ولم يكن الحاضر بعيدا عن اهتمامات الفنانة التي عرضت أعمالا أو رسومات تجسد حضور المرأة وانشغالها بما يجري حولها، كما في اللوحات التي تظهر امرأة تحمل كمامة للاحتراز من الوباء وأخرى منشغلة بخياطة الكمامات في إشارة لأهمية المساهمة والتوعية من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا.
ق/ث