ماسة بوشافة من الأسماء المحبوبة لدى الجمهور، مؤدية للأغنية القبائلية، دفعتها الظروف الأمنية الصعبة التي عرفتها الجزائر خلال فترة التسعينيات للهجرة والاستقرار بفرنسا، وربطت عودتها بتحسن الظروف الأمنية
في الجزائر، إلا أنها لم تكن عند وعدها وما زالت مستقرة بفرنسا وزيارتها للجزائر تكون خلال فصل الصيف للمشاركة في الحفلات الفنية. عن هذا الأمر ونقاط أخرى تحدثت ماسة بوشافة لـ “الموعد اليومي”، تتابعون تفاصيلها في هذا الحوار.
س: زيارتك للجزائر اقتصرت في السنوات الأخيرة على فصل الصيف من أجل إحياء الحفلات الفنية، ما قولك؟
ج: أولا، الجزائر وطني، ولدت وترعرعت فيها وحتى نجاحي الفني كان في بلدي الغالي، فزيارتي له لم تنقطع أبدا، ربما في فصل الصيف أبقى لفترة طويلة وأنشط حفلات فنية وأحيي أعراسا كثيرة، لذا ألفت انتباه الناس بحضوري، باعتباري فنانة لا أفوت فرصة إحياء الحفلات الفنية في الجزائر، خاصة وأن أغلب المهرجانات الغنائية تقام في هذا الفصل.
س: هجرت الوطن باتجاه فرنسا خلال العشرية السوداء وأشرت في العديد من المناسبات إلى أن عودتك لأرض الوطن بصورة نهائية مرتبطة بتحسن الظروف الأمنية، ورغم أن الجزائر تنعم بالأمن والاستقرار منذ فترة تجاوزت الـ 10 سنوات إلا أنك لم تعودي. لماذا؟
ج: دائما عودتي النهائية لأرض الوطن مرتبطة بظروف معينة، فبالأمس كانت بعودة الأمن والسلم، لأن الفنان كان مهددا بالموت في كل لحظة من الإرهابيين، والآن ورغم أن الجزائر تنعم بالأمن والسلم لكنني لا أستطيع العودة نهائيا بسبب أولادي ودراستهم، فلا يمكن أن أتركهم وحدهم في بلد أجنبي تقاليده وعاداته تختلف عن تقاليدنا. وأذكر هنا أن وجودي بديار الغربة منذ فترة طويلة لم يغير من طباعي ولا تقاليدي التي ربيت عليها أولادي ولم أنقطع عن بلدي أبدا.

س: فنانون كثيرون لم يغادروا الوطن في سنوات الإرهاب مثل ما فعلت أنت والعديد منهم، ومع عودة الأمن والمهرجانات الغنائية أصبحت الأولوية لكم في هذه المهرجانات عكس من بقوا بالوطن يكابدون ويلات الإرهاب، وهذا ما يصرح به هؤلاء في كل مرة، ما تعقيبك؟
ج: أنا لست مسؤولة عن الثقافة ولا مبرمجة حفلات، وعدم برمجة أي فنان ليس كونه لم يغادر الوطن، أضيفي إلى هذا أن الفنان الذي غادر الوطن في تلك العشرية الدامية كان خائفا على نفسه وعائلته من الإرهابيين. ولا تعني مغادرته للوطن بسبب هذه الظروف أنه لا يتعامل معه فنيا. وإن تواصلنا مع الجمهور مستمر من خلال لقاءات مباشرة معه في الحفلات وأيضا تقديم الجديد وتهميش أي فنان لا يتحمله فنان آخر. ولي علاقة وطيدة بالجمهور وأتواصل معه باستمرار، وفي كل مرة أمتعه بالجديد.
س: وما الجديد الذي تنوين تقديمه لجمهورك خلال هذه السنة؟
ج: أنا بصدد تحضير الجديد لجمهوري ولا أدري إن كان سيصدر هذا العام أم مطلع العام المقبل، لأن تحضير الجديد يتطلب وقتا طويلا في اختيار المواضيع التي أفضل أن ألا تخرج عن تقاليد مجتمعنا الجزائري.
س: تركزين على الغناء للمرأة المحقورة التي تعاني من ظروف قاسية في حياتها. هل ترين أن المرأة اليوم ما زالت تعاني من نفس الظروف أم ترين الأمر غير ذلك الآن؟
ج: أولا المرأة ليست فقط تلك التي تعيش في المدن المتحضرة والتي تعمل وتنال كل حقوقها في الحياة، فهناك نساء للأسف الشديد لا زلن يعانين من ظروف قاسية في حياتهن من المجتمع ومن الأهل والزوج، والتطور في مختلف مجالات الحياة لم يصلها بعد. ومن واجبي كفنانة أن أنقل معاناة هذه المرأة عبر فني، وكل ما له علاقة من سلبيات في مجتمعي، وإلى جانب هذا فأنا غنيت للفرح والأمل والأمور الإيجابية.
س: ما هي المواضيع التي يرغب فيها الجمهور ويطالبك بأدائها؟
ج: الجمهور دائما يبحث عن المواضيع القريبة من حياته اليومية، ومن خلال تجاوبه مع أغنياتي تتضح لي المواضيع التي يرغب فيها وبدوري أركز على هذا الجانب كثيرا.