الفنانة القديرة شافية بوذراع لـ “الموعد اليومي”: لهذا السبب أصر على إنجاز عمل عن مشواري بنفسي…. التلفزيون الجزائري ينتظر وفاتي لبث البورتريه الخاص بحياتي

elmaouid

ناشدت الفنانة القديرة شافية بوذراع، مرة ثانية، وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، التدخل لدى المؤسسة الوطنية للتلفزيون الجزائري للمطالبة ببث العمل الذي سجله هذا الأخير منذ أكثر من سبع سنوات، والذي يتطرق إلى محطات مهمة من مسيرتها الفنية والشخصية.

وعن هذا الأمر ورأيها في واقع السينما الجزائرية والجيل الجديد الذي اقتحم مجال التمثيل في السنوات الأخيرة، إلى جانب التكريمات التي حظيت بها في مختلف المهرجانات، تحدثت الفنانة القديرة شافية بوذراع لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار.

 

س: لقد وعدك وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أثناء زيارته لك في المستشفى بالتدخل لحل مسألة تماطل التلفزيون في عرض بورتريه يتناول أبرز محطات مشوارك الفني؟

ج: فعلا، وعدني وزير الثقافة حين زارني في المستشفى بتسوية الأمر والتدخل لدى مؤسسة التلفزيون لبث العمل، لكنه لم يف بوعده، وأنا أتفهم الأمر كونه منشغل بأمور أخرى أهم مما طلبت منه.

 

س: وهل اتصلت بمدير التلفزيون؟

ج: لقد طلبت من المخرجة ذلك، لكنها قالت لي بكل وقاحة، العمل سيبث بعد وفاتي، لكن أنا أرغب في مشاهدته في حياتي.

 

س: وماذا يحمل هذا العمل؟

ج: هذا العمل عبارة عن بورتريه عن حياتي، يحمل أهم المحطات بدءا من عام 1930، وصورت بعض مشاهده بولايتي قسنطينة مسقط رأسي وجيجل، وتم ذلك منذ أكثر من 07 سنوات، ورغم نداءاتي الكثيرة عبر مختلف وسائل الإعلام طالبت عبرها ببث هذا العمل ما دمت على قيد الحياة، إلا أن طلبي لم يجد صداه لدى المعنيين بالأمر في التلفزيون الجزائري، وأذكر أن البورتريه حمل مشاهد وصورا نادرة عن حياتي الخاصة والفنية.

 

س: وهل فعلا تفكرين في إنجاز عمل آخر عن حياتك الخاصة والفنية؟

ج: صحيح، فبعد فشل كل محاولاتي ببث العمل الذي بحوزة التلفزيون، أفكر بجدية في إنجاز عمل آخر أشرف عليه بنفسي مع مخرج متمكن وصاحب ضمير، يعطي قيمة لمهنته، وفي حال بلغت هذا المبتغى سيكون لـ “الموعد اليومي” الأولوية في متابعة كل جديد عن ذلك.

 

س: لماذا الاصرار على إنجاز هذا العمل في الوقت الحالي؟

ج: أولا، إن الأعمار بيد الله، ولا أدري متى يأتي أجلي، لكن وما دمت على قيد الحياة أفضل أن أقف على هذا العمل بنفسي لأنه لا يوجد انسان آخر يعرف الحقائق عن شخصي أكثر مني، سواء في حياتي العادية أو الفنية، ولذا أنا مصرة على إنجاز هذا العمل ومتابعة كل تفاصيله.

 

س: لكنك تخليت عن هذا المشروع في وقت سابق؟

ج: لم أتخل عن هذا المطلب أبدا، بل ظروفي الصحية الحرجة التي مررت بها إثر سقوطي على مستوى ولاية الجزائر وإجرائي لعمليتين جراحيتين على مستوى الرأس، هي التي فرضت علي التخلي مؤقتا عن المطالبة ببث العمل أو إنجاز عمل آخر مماثل، لكن مع تماثلي التدريجي للشفاء، كررت دعوتي الملحة لعرضه في أقرب وقت، وهذا حقي.

 

س: وهل ترين الأمر ضروريا إلى هذا الحد؟

ج: هذا أكيد، لتفادي أي شائعات تنشر أو تذاع تتناول حياتي الخاصة أو الفنية، بعبارة أدق لا أريد أن يتاجر البعض بمسيرتي الفنية وحياتي الخاصة.

 

س: كرمت في العديد من المناسبات ومهرجانات رسمية داخل وخارج الوطن، ماذا أضافت لك هذه الالتفاتة؟

ج: التكريم بالنسبة لي لا يعد اعترافا فقط بما قدمته في مسيرتي الفنية، وإنما يعتبر ميلادا جديدا بالنسبة لي لأنني اكتشفت من خلاله مدى حب الجمهور لشخصي، ويكفيني تلقيبي بـ “أم الجزائريين”.

 

س: وهل فعلا تقدمين شروطا لمن يطلب منك المشاركة في عمل فني ما؟

ج: هذا مؤكد، فأنا لا أستطيع أن أتقمص أي دور قبل أن أطلع عليه وأقتنع به، ويكون مناسبا لشخصي وسني ومبادئي، فأنا دائما أختار الأدوار التي تشرفني وتشرف بلدي وثقافتي وتربية أولادنا وتساهم في تطوير مجتمعنا، وفي غير هذا الأمر فأنا أرفضه حتى ولو كان ذلك الدور سأجني من ورائه أموالا طائلة.

 

س: يقال إن من يفكر بهذه الطريقة يهمش ولا يجد فرص عمل.. ما تعليقك؟

ج: أنا أفضل التهميش والبقاء دون عمل، بدل تقمص أدوار لا تناسبني، وكل فنان حر في تصرفاته ومبادئه، ولست مسؤولة عن غيري من الفنانين.

 

س: وما رأيك بصراحة في الجيل الجديد من الممثلين؟

ج: أنا أعرف جميع الممثلين والممثلات من الجيل الجديد، لكن أؤكد أن في كل مرحلة زمنية يوجد النزهاء والأكفاء ويوجد الدخلاء وأكيد سيبقى على الساحة إلا المبدعين الحقيقيين، وهذا صالح لكل زمان ومكان، وهناك من الجيل الجديد من يحتاج إلى الدعم والتشجيع لحمل المشعل عن جدارة، لأننا بحاجة إلى من يحافظ على ما قدمه الجيل القديم من الفنانين ومواصلة المسيرة وفق أسس صحيحة.

 

س: وما تقييمك لواقع السينما الجزائرية؟

ج: السينما الجزائرية حققت الكثير وأبانت عن أسماء من ذهب شرّفت السينما الجزائرية داخل وخارج الوطن، قبل أن يحدث تراجع رهيب بسبب العشرية السوداء. وللأسف العديد من المخرجين والممثلين اليوم يفكرون في المال وما يكسبونه من وراء أعمالهم الفنية حتى ولو كانت غير مشرفة.

 

س: أتعترفين بوجود اختلاف في هذا الأمر بين جيلك والجيل الجديد؟

ج: بالطبع، لقد حافظت على الفن الذي أحترمه ويجري في عروقي وأحترم كل من تعاملت معهم من مخرجين وممثلين، ولا أنسى أن أذكر جيلي الذي ساهم في صنع مجد السينما الجزائرية، لكن الجيل الجديد وهذا الأمر لا يعمم على الجميع، فحدث ولا حرج، لأن السلبية طغت على كل الأعمال التي أنجزت من طرف الجيل الحالي، رغم توفر كامل الإمكانات لدى هذا الأخير.

حاورتها: حورية/ق