تألقت طيلة مسارها الفني الذي تعدى الـ 40 عاما من العطاء في العديد من الأعمال الدرامية والتاريخية التلفزيونية والسينمائية، وبرزت بأداء شخصية الأم الطيبة والزوجة المطيعة، واكتفت هذا رمضان بإطلالتها على
قناة “الجزائرية وان” من خلال سلسلة “بيبيش وبيبيشة”.
فعن المشاركة في الجزء الرابع من سلسلة “بيبيش وبيبيشة” وأمور فنية أخرى وأيضا عن يومياتها خلال الشهر الفضيل، تحدثت الفنانة القديرة بهية راشدي لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار…
* اقتصرت إطلالتك الرمضانية هذا العام على دورك في سلسلة “بيبيش وبيبيشة” عكس الأعوام السابقة، لماذا؟
** حقا ليست لدي مشاركات كثيرة في أعمال رمضان هذه السنة كما تعود عليّ المشاهد خلال السنوات الماضية، لقد اكتفيت هذا العام بإطلالة وحيدة من خلال سلسلة “بيبيش وبيبيشة” على قناة الجزائرية وان، والمهم عندي أن يراني المشاهد حتى ولو بعمل واحد.
* كيف وجدت العمل في هذه السلسلة خاصة وأن معظم نجومها من الجيل الجديد؟
** إن الممثلين الجدد الذين يشاركون في سلسلة “بيبيش وبيبيشة” موهوبون في مجال التمثيل خاصة الكوميدي، والوقوف على هذه المواهب واجب من طرفنا لنمدهم بالنصائح اللازمة للنجاح في مشوارهم الفني. ولا أخفي عليكم أن مروان ڤروابي وسهيلة معلم يملكان موهبة خارقة في مجال التمثيل وسيكون لهما مستقبل زاهر في الميدان الدرامي.
*اقتصرت أدوارك على شخصية الأم الطيبة والزوجة المخلصة، فهل إجادتك لهذه الأدوار دفع المنتجين لطلبك فيها، أم أنك لم تتلقي أدوارا غيرها؟
** الفنان لا يختار أدواره فقط بل عليه رفض الأدوار التي لا تتناسب مع مبادئه الفنية والأخلاقية، وكل دور يقترح علي أدرسه من كل الجوانب وإن رأيته غير مناسب ولا يقدم رسالة للمجتمع أرفضه.
* نفهم من هذا أنه إصرار منك على أداء دور الأم الطيبة والزوجة المطيعة؟
** المرأة خاصة الجزائرية لا يمكن أن تكون غير ذلك، فهي دائما تقدم شخصيات وتفعل كل شيء من أجل إسعاد أسرتها حتى ولو كان ذلك على حساب سعادتها. وهذه المفاهيم أرغب في إبرازها في كل عمل فني أشارك فيه، وهذا ما زاد من احترام الناس لي،
والحمد لله لا أخجل من الأدوار التي ميزت مساري الفني طيلة 40 سنة من العطاء.
* لكن المرأة الجزائرية اليوم لم تعد تقدم هذه التضحيات من أجل استمرار عشها الزوجي، ولأتفه الأسباب تخلق مشاكل كبيرة تؤدي في أغلب الأحيان إلى الانفصال. ما رأيك؟
** الأمور اليوم تختلف كثيرا عن زمننا، ففي زمن السرعة والتكنولوجيا تخلت المرأة عن الكثير من أدوارها الأساسية في مجتمعها وداخل الأسرة، وأصبحت تجتهد لتوفير المال وكل الضروريات لأبنائها بدل تلقينهم أسس التربية الصحيحة، لأن مثل هذه المبادئ عادة تكتسب من الصغر، ويبدو أن فاقد الشيء لا يعطيه، وهذا ما نعيشه حاليا في مجتمعنا.

* كان برنامجك الذي قدمته سابقا على قناة “الجزائرية” بعنوان “جزائريات” يتطرق لهذه المواضيع الحساسة. لماذا توقف بثه؟
** هذا الأمر خارج عن نطاقي، وما زلت قادرة على تقديمه وبجعبتي الكثير من المواضيع يمكن طرحها وأحاول من خلالها إصلاح مجتمعي، وما زلت أنتظر تكرار هذه الفرصة من أي قناة تلفزيونية جزائرية.
* يشاع عنك تفضيلك لأدوار البطولة في الأعمال الفنية على الأدوار الثانوية، لماذا؟
** أنا أبحث عن الأدوار التي تناسب مساري الفني وأدوار البطولة هي الأنسب لي، ورفضي للأدوار الثانوية يعود إلى كونها تسيء لي كفنانة عمرها الفني أكثر من 40 سنة.
* نفهم من هذا أنك ندمت على أدوارك الثانوية السابقة؟
** وهي كثيرة وعاهدت نفسي بعدم تكرارها في المستقبل.
* وما هي الأدوار التي تعتزين بها وقدمتها خلال مشوارك الفني؟
** هي كثيرة أيضا، خاصة “امرأتان” الذي جمعني بالعملاق عثمان عريوات، فهذا العمل من أعز أعمالي الفنية دون أن أنسى أعمالي التاريخية والاجتماعية التي أديت فيها شخصيات مختلفة وأطمح لتقديم المزيد.
* كيف تقضي يومياتك الرمضانية؟
** أذهب إلى السوق في الصباح لأقتني ما أحتاجه من مستلزمات، وبعدها أدخل إلى البيت لأرتاح قليلا، ثم أبدأ في تحضير مائدة رمضان، لأنه في كل يوم تحضر عائلة لتفطر معي، وهذه عادتي كل رمضان.
* هل تحضرين أطباق رمضان وفق ما ترغب فيه العائلات المدعوة للإفطار، أم تحضرينها حسب رغباتك؟
** أطباق العائلات الجزائرية خلال الشهر الفضيل متشابهة، فلا تخلو مائدة من طبق الشوربة والبوراك والسلطات المتنوعة، خاصة ونحن في فصل الصيف والحرارة الشديدة تتطلب الأطباق الخفيفة، وهي دائما حاضرة على مائدة إفطاري.