شقّت الفنانة سهام ستيتي طريقها الفني بثبات بدعم من والدها رحمه الله الذي ساندها ومهد لها الطريق الفني وكان مرافقها في كل الحفلات الفنية، إلا أن وفاته كانت بمثابة الصاعقة على سهام التي بقيت لفترة
طويلة خارج أسوار الفن بعيدة عن الحفلات، خاصة وأنها مكفوفة وبحاجة إلى من يرافقها في خرجاتها الفنية، لكن حبها للفن جعلها تتخطى هذه المرحلة وتواصل مسيرتها الفنية وتعتمد على نفسها.
فعن هذا المشوار وتحديها لإعاقتها ومواصلتها لمسيرتها الفنية حتى بعد رحيل والدها، تحدثت سهام ستيتي لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار.
– أول ألبوم لك تكلمت فيه عن إعاقتك باعتبارك مكفوفة من خلال أغنية “خذوا بيدي أنا عمياء لا أرى”، لماذا؟
* أنا نشأت في وسط عائلة فنية دعمتني في حياتي خاصة والدي رحمه الله الذي كان سندي وكان يحلم بأن أكون نجمة في مجال الفن وبالأخص الغناء، وقد حققت له هذه الرغبة بإنجاز العديد من الألبومات التي تحمل مختلف الأغاني التي أحبها الجمهور منها “خذوا بيدي”، “القمر”، وأغاني كثيرة خاصة بالأفراح والمناسبات السعيدة، إلى جانب أدائي للعديد من الأغاني لعمالقة الفن أمثال الراحلتين شريفة وحنيفة وأيضا إعادتي لأغنية نوري الكوفي “جاي على عودو”.. وباعتباري مكفوفة وإحساسي بمن يعانون من هذه الإعاقة، فكرت في إنجاز هذه الأغنية وقد نالت استحسان الجمهور.
– تحديت إعاقتك واستطعت البروز فنيا، في حين لم يصل العديد ممن اخترن الفن إلى ما وصلت إليه، ما تعليقك؟
* لقد طلب مني والدي أن أعتمد على نفسي، وهذا ما سعيت إلى تجسيده على أرض الواقع، وبفضل إرادتي القوية وعزيمتي استطعت أن أبرز في الميدان، فالإعاقة لا تقف ضد تحقيق طموحاتي، فأنا أعيش حياتي بصورة عادية جدا.

– وما رأيك في الأعمال الغنائية التي يقدمها أبناء جيلك من الفنانين؟
* لا زال الطريق أمامي طويلا، فأنا لا زلت في بداية المشوار الفني ولا يحق لي أن أنتقد أعمال غيري، فقط أقول إن هناك من الأصوات الجديدة من ينجز أعمالا فنية في المستوى وتستحق التشجيع.
– حفلاتك خارج الوطن كثيرة مقارنة بتلك التي تلتقين فيها بجمهورك في الجزائر، لماذا؟
* هذا خارج عن نطاقي، فأنا ألبي كل دعوة تقدم لي لإحياء حفل فني يجمعني بجمهوري سواء داخل الوطن أو خارجه.
– الفن بالنسبة لك هواية أم مهنة؟
* الفن لازال ينظر إليه في مجتمعنا بعين ناقصة ولا يمكن أن يرقى إلى مهنة، خاصة في ظل غياب قانون يحمي الفنان ويدافع عن حقوقه.
– ما رأيك في الأعمال الفنية الرديئة التي اكتسحت الساحة الفنية في الفترة الأخيرة، خاصة وأن هناك أغانٍ رديئة؟
* هناك فنانون ضحوا وكافحوا من أجل بقاء واستمرار هذا الإرث الفني والثقافي، بالمقابل هناك حقا من يمارسون الفن كتجارة، وهؤلاء مسؤولون عن انتاجاتهم الفنية
الرديئة التي تضر المجتمع ولا تفيده أبدا، لأن الفن رسالة نبيلة وهادفة.