الفنانة التشكيلة المغربية مينة تيكطاط “للموعد اليومي”: “الفن رسالة حب وسلام بين الأوطان والأديان”

الفنانة التشكيلة المغربية مينة تيكطاط “للموعد اليومي”: “الفن رسالة حب وسلام بين الأوطان والأديان”

عرفت بمسارها العصامي وحبها لكل فن جميل، تميزت إبداعاتها بالعفوية والخروج عن قواعد التصنيف الأكاديمي المألوف، مما أضاف لمسة مميزة على العديد من أعمالها أحبت الفن خاصة الفن التشكيلي والذي من خلاله أرادت أن توصل رسالة الإبداع والفن الجميل ورسالة الحب والسلام بين الأوطان والأديان، والجمال الفني والإبداع والرقي يبدأ في تعاملها مع اللوحة وهي بيضاء، هذه اللوحة تراها كمولود صغير في حاجة إلى عناية وإحساس خاص حتى يقف على قدميه، إنها الفنانة التشكيلية المغربية مينة تيكطاط التي فتحت صدرها ليومية الموعد ولجمهورها الجزائري عبر هذا الحوار.

 

مرحبا بك عبر صفحات جريدة الموعد وهل لنا أن نعرف من هي مينة تيكطاط؟

في البداية أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لجريدة الموعد اليومي الجزائرية المتميزة على هذا الحوار وهذه الالتفاتة للفنان التشكيلي والشكر لكل طاقمها الإداري والعاملين بها كما أتوجه لقراءها الأعزاء بكامل التقدير والاحترام.

– فنانة تشكيلة مغربية بانزا من مدينة أكادير بالمملكة المغربية متزوجة وأم لبنتين عرفت بمسارها العصامي وحبها لكل فن جميل، تميزت إبداعاتي بالعفوية والخروج عن قواعد التصنيف الأكاديمي المألوف، مما أضاف لمسة مميزة على العديد من أعمالي وقد ساهم مسقط رأسي انزا وهو الفضاء المثالي والمكان الواسع الرحب في تطوير مهاراتي وكسب ملكات الإبداع لدي ومن تم تطويرها، حيث أن جغرافية المكان تطل على واجهة المحيط الأطلسي الممتد غربا وجبال الأطلس شرقا كما أوحت لي ظروف وحياة ساكنة المكان ذو الطابع الشبه حضاري والبسيط إلى إستنباط أفكار وتصويرها في لوحات تحاكي الواقع.

 

 لو نعود إلى البداية؟

بعد مساري الدراسي الجامعي الموفق إرتأيت إلى التفرغ لحياتي الأسرية وعلى الرغم من ذلك لم أقف مكتوفة الأنامل واستغليت بذلك جانبا من وقتي في إبداعاتي الفنية، حيث أن ارتباطي بالفن والتشكيل كان منذ نعومة الأظافر معتمدة في بداية مساري على ذاكرة طفولتي ومشاهداتي وأحلامي التي شكلت بذلك خزانا حسيا ظلت انتهل منه، مما جعل أسلوبي التجريدي -وهذا يتبين من خلال لوحاتي- وهي عبارة عن مشاهد حية لوقائع حي متعلق بالمناسبات والأعياد والتقاليد والطقوس وبالموروث الاجتماعي والإنساني، وعلى سبيل المثال لا الحصر تميزت في تصوير مشاهد الفروسية وفي تصوير طقوس عاشوراء وطقوس زيارة الأولياء والصالحين وعوالم الصحارى وتضاريسها إلى جانب لوحات من العمق الإفريقي. استطعت أن ابتكر ألوانا رائعة شكلت أطيافها غاية في الروعة من خلال العمل على ألوان خلاصة بعض التوابل والبهارات وأعشاب الزينة لتخلق منها توليفة متناهية الدقة والجمال مما أضفى على لوحاتي صبغة خاصة.

 

الأكيد أن لكل فنان رسالة يريد توجيهها، فماهي رسالة مينة؟

لا يخفى على أحد قيمة الفن عموما والفن التشكيلي خاصة والرسالة التي يريد كل فنان أن يوصلها هي رسالة الإبداع والفن الجميل ورسالتي تسير في هذا المنحى وهي رسالة حب وسلام بين الأوطان والأديان الجمال الفني والإبداع والرقي تعاملي مع جل لوحاتي يبدأ من أول رسمة على بياض اللوحة يخيل لي أنها كالمولود الصغير الذي يحتاج إلى عناية خاصة بإحساس خاص حتى يقف على قدميه.

 

هي مسيرة طويلة مع الفن التشكيلي الأكيد أنه كانت لك مشاركات داخل المملكة وخارجها؟

عشقت ثقافة الفن التشكيلي وأبدعت فيه بأحاسيس فنية وطاقات إبداعية فياضة. انضميت إلى جمعيات متخصصة في الفن التشكيلي وخرجت إلى الميدان لأشارك الأطفال في إطار الأنشطة الصباحية متعة هذا الفن الراقي ساعية بذلك إلى نشر رسالة قيم الإبداع والجمال كما شاركت في التأطير من خلال دورات تكوينية وأمسيات فنية إلى جانب دعوتي لحضور مختلف الأنشطة والفعاليات الجمعوية والأمسيات الثقافية والأدبية والفنية وكذلك مساهمتي في رسم العديد من الجداريات تخليدا للأعياد والمناسبات الوطنية والعالمية شاركت بأعمالي الإبداعية في مجموعة من المعارض المحلية والجهوية والوطنية والدولية وحزت على العديد من الجوائز والتذكارت والشواهد التقديرية كان آخرها مشاركتي بمعرض جماعي بمدينة مالقا الإسبانية ومشاركة أيضا بالديار الفرنسية..وآخرها معرض رؤيى عربية الدولي بمصر الشقيقة.. كما حضيت إبداعاتي باستحسان كافة الزوار وكذا النقاد. وقد سمحت لي هذه المشاركة في إجراء العديد من الحوارات والروبورطاجات الخاصة بالقنوات الوطنية كالأولى والأمازيغية والعديد من الجرائد المحلية والوطنية والدولية كجريدة النهار العراقية وجريدة الديوان الجزائرية إلى جانب الجرائد الإلكترونية والمكتوبة..

 

كانت لك العديد من المشاركات خارج الوطن هل سبق لك وأن زرت الجزائر؟

مع الأسف لا، عندي أصدقاء تشكيليون كانوا وعدوني لدعوة لملتقى ولكن لم ينظموه بعد بالجزائر، الله يوفقهم وينظموه ونحضر إن شاء الله طالبين ضياف الله.

 

أنت فنانة متزوجة هل الزوج من الوسط الفني أم من خارجه؟..، كما أنك تشاركين في ملتقيات وطنية ودولية تتجاوز الأسبوع ماهو رد فعل الزوج في ذلك أم أنه متفهم وهل يرافقك في زياراتك وجولاتك الفنية؟

مينة تيكطاط سيدة متزوجة وأم لبنتين، زوجي من الوسط الرياضي وهو أستاذ جامعي، كان لعائلتي الصغيرة أثر كبير على مواصلة مسيرتي الفنية، وبالنسبة لمشاركاتي بالمعارض أكون برفقة صديقاتي الفنانات، فغالبا ما تتزامن العروض مع عطل الأسبوع أو المناسبات الوطنية والعالمية، أحيانا تكون المشاركة بالحضور الشخصي وأحيانا أخرى عبر إرسال اللوحات إلى المعارض في حال تعذر الحضور.

 

ماهو واقع الفن التشكيلي بالمغرب وواقع الفنان؟

واقع الفن التشكيلي بالمغرب وكباقي الدول العربية مازال لم يحظ بالمكانة والقيمة التي يستحقها كباقي الفنون الأخرى رغم وجود مدارس فنية مختلفة وفنانين تشكيليين أعطوا ومازالو…وتركوا بصمات عميقة يشهد لها التاريخ.

 

هل لك علاقة بالفنانين التشكيليين الجزائريين ام لا؟

علاقتي بالفنانين التشكيليين الجزائريين علاقة ود وتقدير واحترام، وتبادل أفكار وخبرات في مجال الرسم، لي أصدقاء وصديقات تعرفنا خلال ملتقيات دولية كبرى هنا بالمغرب ويجمعنا هدف وقيم هذا الفن وأنا أفتخر بصداقتهم.

 

.. كلمة ختامية نختم بها هذا اللقاء

في الختام تحية تقدير واعتزاز لكل الفنانين التشكيليين المغاربة والجزائريين والعرب الذين كافحوا واجتهدوا وأبدعوا همهم الوحيد المشترك هو حب الحياة وقيمها النبيلة وتجسيدها عبر لوحات فنية تشكيلية تعبر عن الكثير من القيم والمعاني الجمالية والإنسانية، تحضى بإعجاب المهتمين والمتابعين وتترسخ في نفوس الأجيال القادمة وشكرا لجريدة الموعد الجزائرية المتميزة على هذه الالتفاتة الطيبة ولكم جميعا كامل التقدير والاحترام.

حاورها: سعيدي محمد الأمين