عادة يقع فيها الكثيرون

الفضفضة.. تنفيس مؤقت قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة

الفضفضة.. تنفيس مؤقت قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة

كثيرا ما نصادف سواء في الواقع أو عبر منصات التواصل الاجتماعي حكايات لأناس جعلوا تفاصيل حياتهم الخاصة مكشوفة لدى الجميع.

الفضفضة سلوك قد يقوم به الجميع في فترة من فترات حياتهم، وهي عادة يقع فيها الكثيرون من وقت لآخر بهدف تقديم أنفسهم في إطار معين أو لمجرد الفضفضة ومعالجة المشاعر.

يقول الخبراء إن الإفراط في الفضفضة، أي أن يكشف شخص ما عن قدر غير مناسب من المعلومات الشخصية والحساسة بما في ذلك تفاصيل علاقاته الخاصة أو مشاكله الصحية أو ظروفه المالية أو مخاوفه وغيرها من الأمور، وغالبا ما تقدم هذه المعلومات في سياقات غير متوقعة أو غير مبررة، أي أن تُوجه للشخص الخطأ أو في الوقت الخطأ أو كليهما معا.

في مقال لها بصحيفة “وول ستريت جورنال” كتبت إليزابيث بيرنشتاين “غالبا ما نندم على ما كشفناه، ثم نشعر بالقلق أكثر بشأن ما يفكر فيه الطرف الآخر وقد نشعر بالحاجة إلى “إصلاح” الموقف، الأمر الذي قد يؤدي في الغالب إلى المزيد من الثرثرة، إنها دوامة قاسية”.

 

الإفراط في كشف الأسرار

يقول الخبير في العلاقات الأسرية الدكتور غاري براون لموقع “ميَك” إن الأسباب التي قد تدفع الشخص إلى المشاركة المفرطة متعددة، من بينها أن ينتمي الشخص إلى عائلة تميل إلى الثرثرة، مما يجعله يكتسب سلوك المشاركة المفرطة مع الغرباء.

وبعض الأفراد قد يفرطون في المشاركة بدافع الرغبة في بناء تواصل وتوطيد الألفة، خاصة في بداية العلاقات. وقد يكون السبب شعورهم بعدم الكفاءة أو رغبتهم في جذب الانتباه، خاصة إذا كانوا “نرجسيين”، حيث يميلون إلى مشاركة كل ما يخطر ببالهم لضمان الاستماع إليهم.

 

مواقع التواصل الاجتماعي

ينقل موقع “ثيرابي فور بلاك جيلز” عن الباحثة غوناي فيليسيس، أن منصات التواصل الاجتماعي جعلت الإفراط في مشاركة المعلومات أمرا طبيعيا إلى الحد الذي أصبح فيه الناس أكثر تقبلا لمشاركة مقدار غير صحي من شؤونهم الخاصة وتفاصيل حياتهم وآرائهم حول كل شيء، الأمر الذي قد يترك مجالا للحكم عليهم أو انتقادهم وقد يتسبب ذلك في الإضرار بالصحة العقلية.

 

نصائح للحد من الإفراط في المشاركة

لا ينكر المتخصصون أهمية مشاركة تجاربنا لتقديم النصيحة أو الحصول على الدعم والتصديق، ويؤكدون أن الكشف عن جوانب معينة من حياتنا يعزز الحميمية والتواصل والانتماء، في حين أن البوح بمعلومات أكثر مما يطلبه أو يحتاجه الآخرون قد يؤدي إلى عواقب سلبية.

ولأنه ليس كل من يبالغ في نشر المعلومات لديه الوعي الكافي لإيقاف نفسه عند الحاجة، يقدم موقعا “ماريدج” و”لاف هيل جرو” مجموعة من النصائح ومنها:

–           ممارسة التأمل الذاتي الواعي: خذ بعض الوقت للتفكير في سبب ميلك إلى الإفراط في المشاركة وهل يرجع ذلك إلى تجارب الماضي؟ أم الخوف من الرفض؟ أم الحاجة إلى التصديق؟ إذ أن فهم الأسباب الكامنة وراء سلوكك يمكن أن يساعدك في معالجة المشكلة.

–           وضع حدود واضحة في العلاقات: لا يعني وضع حدود واضحة أن تعزل نفسك، ولكن حدد المعلومات التي تشعر بالراحة عند مشاركتها والمعلومات التي تفضل الاحتفاظ بها، يساعدك ذلك في الحفاظ على مساحتك الشخصية وتعزيز التواصل الإيجابي.

–           قراءة الإشارات الاجتماعية: انتبه إلى ردود أفعال من حولك، إذا لاحظت علامات عدم الارتياح أو عدم الاهتمام أو المفاجأة، فقد يكون ذلك مؤشرا على أنك تبالغ في المشاركة، كما يجب أن تدرك أن مستوى المعلومات المناسب للمشاركة يختلف باختلاف البيئات، فما يعد مقبولا بين الأصدقاء المقربين قد لا يكون مناسبا في بيئة مهنية أو رسمية.

–           ممارسة الاستماع النشط: انقل التركيز من نفسك إلى الآخرين واستمع إليهم وانتبه لكلماتهم، وحافظ على التواصل البصري، واطرح الأسئلة حول ما يقولونه، سيساعدك ذلك على خلق ديناميكية تواصل أكثر توازنا.

ق. م