السؤال :
ما حكم انشغال النّاس بالحديث عن غيرهم في غيبتهم؟
الجواب :
إنّ حصائد اللّسان قد ترفع العبد إلى أعلى الدرجات، وقد تهوي به في أسفل السّافلين، عن عبادة بن الصامت أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أشار إلى فيه وقال: “الصمت إلاّ من خير، فقال له معاذ: وهل نؤاخذ بما تكلمت به ألسنتنا؟ فضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فخذ معاذ، ثمّ قال: “يا معاذ، ثكلتك أمُّك، وهل يُكَبُّ الناس على مناخرهم في جهنم إلاّ ما نطقت به ألسنتهم.. فمَن كان يؤمن باله واليوم الآخر فليُقُل خيراً أو ليَسْكُت عن شرّ، قولوا خيراً تغنموا واسكتوا عن شرّ تسلَموا” رواه الحاكم وهو صحيح. والغيبة ذِكرك أخاك بما يَكرَه من أخطر آفات اللِّسان التي يجب أن يتجنبها المسلم، قال صلّى اللّه عليه وسلّم: “المسلم مَن سَلِم المسلمون من لسانه ويده” أخرجه البخاري ومسلم.
السؤال :
ما نصيحتكم لشخص كثير الهم حتى صار، شارد الذهن ودائم الحزن؟
الجواب :
لقد خلق الله تعالى الخَلق لعبادته، فقال سبحانه وتعالى: “وما خلقتُ الجِنَّ والإنسَ إلاّ ليَعبُدون” الذاريات:56، فينبغي على العبد المؤمن أن يجعل هذه الغاية نصب عينيه، يتحرّك ويسكن بها، وأن لا يجعل ملذات الدّنيا وشهواتها عائقًا له وصارفًا عن تحقيق العبودية لله تعالى، ذلك أنّ السّعي وراء حطام الدّنيا الزّائل ونسيان الآخرة ينتج عنه الهمّ والحزن والضيق في النّفس والضَنك في العيش، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن كانت الآخرة همّه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وآتته الدّنيا وهي راغمة، ومَن كانت الدّنيا همّه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله ولم يأته من الدّنيا إلاّ ما قدّر له” أخرجه الترمذي وغيره وهو حديث صحيح. فمَن كان همّه رضى الله وطاعة الله وهدفه الحياة الآخرة، فإنّه لن يهتم لهموم الدّنيا ولن يغتمّ لأحزانها، وعلى هذا الشّخص أن يعلم بأنّ الدّنيا دار بلاء، وعليه بالصّبر والرّضى، وأنّ الله يعظم الجزاء لعبده المؤمن إذا ابتلاه فصبر، وعلى المؤمن أن لا يقنط من رحمة الله، فهو الشّافي ذو الرّحمة والفضل، قال سبحانه وتعالى: “يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فتَحَسَّسُوا من يوسُف وأخيه ولا تيْأسُوا من رَوْحِ الله إنّه لا ييأَس من رَوْحِ الله إلاّ القومُ الكافرون” يوسف:87.
الشيخ أبو عبد السلام