الفتاوى الشرعية

الفتاوى الشرعية

السؤال :

هل يكفي المسلم قول “لا إله إلاّ اللّه” حتّى يدخل في عموم قوله صلّى اللّه عليه وسلّم “مَن قال لا إله إلاّ اللّه مخلصًا دخل الجنّة”؟ وهل صحيح أن الإيمان في القلب وحسب؟

الجواب :

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “مَن مات وهو يعلم أن لا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة” أخرجه مسلم. من الحديث نستفيد أنّه لا بد من العلم بمعنى مقتضيات وشروط كلمة التوحيد لا إله إلاّ اللّه، حيث قال جلّ جلاله: “فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللّه وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللّه يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ” محمد:19، وقد بوّب البخاري رحمه اللّه في صحيحه بابًا عنوانه “باب العلم قبل القول والعمل” مستدلاً على ذلك بالآية السابقة فلا يكفي مجرد التلفظ باللسان.

 

السؤال :

شخص قدم من العمرة يسأل عن حكم صنع طعام لأقاربه وأصدقائه ودعوتهم إليه؟

الجواب :

نسأل الله تعالى أن يتقبّل منك العمرة، وأن يتقبّل منّا ومنك صالح الأعمال، وعلى المؤمن أن يحرص دائمًا على حضور شرطي قبول العمل وهما الإخلاص ومتابعة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فتقصد بعمرتك وجه الله تعالى والتّقرّب إليه، قال تعالى: “قُلْ إنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي ِللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ” الأنعام161-162، وقال سبحانه وتعالى مبيّنًا لشرطي قبول العمل “فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا” الكهف110. والمسلم هكذا لا يريد إلاّ وجه الله والدار الآخرة، وفي الحديث القدسي: “أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه” رواه مسلم، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “من سمَّعَ سمَّعَ الله به، ومن يرائي يرائي الله به” رواه مسلم.أما عن صنيعك طعامًا تدعو له أقاربك وأصحابك فيُستحب، باعتبارك عائدًا من السفر، أما أن تصنعه قاصدًا التسميع بالعبادة الّتي أدّيتها وأن الله تعالى قد تقبّلها منك، فهو مناف للإخلاص ودعاء للرياء.

الشيخ أبو عبد السلام