الفتاوى الشرعية

الفتاوى الشرعية

السؤال :

ما هو حكم هروب البنت من منزل والديها بحجّة الضّرب والإهانة أو التحرُّش؟

 

الجواب :

الضّرب والإهانة ليسَا حجّة مسوِّغة لهروب الفتاة من منزل أبيها، لكن ما هي أساليب الوقاية من مثل هذه الظواهر الغريبة عن مجتمعنا الإسلامي؟
إنّ من أعظم أساليب الوقاية من الانحرافات السلوكية والأخلاقية ومن الوقوع في الفواحش والرذائل، التربية والتنشئة المستقيمة المعتمدة على مبادئ إسلامية، داعية إلى الصّلاح والإصلاح، وذلك على أساس العلم النافع والعمل الصّالح. ومتَى نشأ الفرد على تربية سليمة يشُبُّ ويشيب عليها سيكون ذُخراً لأبويه وللمجتمع أجمَع في الدنيا وفي الآخرة، في الدنيا بكونه عنصراً إيجابياً فعّالاً في مجتمعه، تَقَرُّ عينا أبويه به، وفي الآخرة بدعوات الابن الصّالحة وبالدرجات العليا في الجنّة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”إذا مات الإنسان انقطع عملُه إلاّ من ثلاث، وذكر: ”أو ولد صالح يدعو له” رواه مسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ”يجيء القرآن يومَ القيامة كالرّجل الشّاحب فيقول لصاحبه: هل تعرفني، أنا الّذي كنت أُسهِر ليلك، وأُظمئ هواجِرَك، وإنّ كلّ تاجر من وراء تجارته، وأنا لك اليومَ من وراء كلِّ تاجر، فيُعطى الملكَ بيمينه والخلدَ بشماله، ويوضَع على رأسه تاجُ الوقار، ويُكسَى والدَاهُ حُلّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها، فيقولان: يا ربّ أنَّى لنا هذا؟ فيقال: بتعليم ولدكما القرآن”. فهذه بعض ثمرات صلاح البنين والبنات، العائدة على أبويه وعلى المجتمع بأسره، في الدنيا وفي الآخرة. ومن أساليب الوقاية من تلك الانحرافات: تزويج الفتيات إذا خطبهنّ ذووا الأخلاق والدِّين، فأكبر نجاح تناله الفتاة بعد التربية والتعليم زوجٌ صالح يعينها على طاعة الله وعلى إنجاب جيل صالح مُصلح.

 

السؤال :

ما هو حكم وطء الزوجة في نهاية فترة حيضها لكن قبل طهرها واغتسالها؟

 

الجواب :

قال تعالى: “ويَسألونَك عن المَحيضِ قُل هو أذًى فاعْتَزِلوا النِّساء في المَحيض ولا تَقْرَبُوهنّ حتّى يَطْهُرن” البقرة: 222، وقوله “حتّى يطهُرنَ” أي يغتسلن بعد طهرهن لقوله تعالى: “فإذا تَطَهَّرنَ فأتُوهنّ مِن حيث أمَركم الله” البقرة: .222
فيحرم على الزوج أن يأتي زوجته الحائض حتّى الطهر بالجفوف أو بالقصة البيضاء وتغتسل، وقد حذَّر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من هذه المعصية بقوله: ”مَن أتى حائضاً أو امرأة في دُبرها أو كاهناً فقد كفر بما أُنزِل على محمّد” رواه الترمذي وهو صحيح. وعلى مَن وقع في هذا الفعل التوبة والاستغفار والندم، والتائب من الذنب توبة صادقة نصوحاً كمَن لا ذنب له.

الشيخ أبو عبد السلام