الفتاوى الشرعية

الفتاوى الشرعية

السؤال :

ما معنى قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة حتّى ما يكون بينه وبينها إلاّ ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار فيدخلها”؟

 

الجواب :

قال اللّه تعالى: “وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ” غافر:40، فوعد اللّه عباده المؤمنين بالحياة الطيبة وبالجزاء الحسن في الدنيا والآخرة، واللّه لا يخلف الميعاد، ومعنى الحديث إلى من عمل الصالحات دون الإخلاص فأعماله لا تقبل، وسيختم له بسوء، ويدل على هذا الحديث الآخر: “إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس” أي فيما يظهر لهم فساد نيته وعدم إخلاصه للّه تعالى فيه.  قال النووي في شرح هذا الحديث: “فإن قيل: قال اللّه تعالى “إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً” الكهف:30.

ظاهر الآية أن العمل الصالح من المخلص يقبل، وإذا حصل القبول بوعد كريم آمن مع ذلك من سوء الخاتمة، فالجواب على وجهين: أحدهما: أن يكون ذلك معلّقًا على شروط القبول وحسن الخاتمة، ويحتمل أن مَن آمن وأخلص العمل لا يختم له دائمًا إلاّ بخير، ثانيهما: أن خاتمة السوء إنّما تكون في حق مَن أساء العمل أو خلّطه بالعمل الصالح المشوب بنوع من الرياء والسمعة، واللّه أعلم.

 

السؤال :

ما هو حكم الأذان إذا صلَّى الرّجل في بيته أو مع زوجته؟

 

الجواب :

الأَولى صلاة الرّجل معَ جماعة المسلمين في المسجد، لما في ذلك من الأجر العظيم والثّواب الجزيل والمصالح الدينية والاجتماعية المترتّبة على اجتماع المسلمين خمس مرّات في اليوم واللّيلة. أمّا إن أمسَك الرّجل عن ذهابه إلى المسجد لعُذر، كمطر أو مرض أو نحو ذلك، جاز له أن يُصلّي في بيته، وأن يؤذّن قبل الصّلاة إن أراد، ولا يعتبر ذلك واجبًا، على أن لا يُسمِع بأذانه مَن سمعوا أذان المسجد. واللّه أعلَم.

الشيخ أبو عبد السلام