الفتاوى الشرعية

الفتاوى الشرعية

 

السؤال :

سائلة تقول أنّها ارتكبت من المعاصي الكثير، فهل يحق لها التوبة؟

الجواب :

باب التوبة مفتوح لكلّ عباد الله وبخاصة المذنبين منهم، فالمعصية خطأ والتمادي فيها خطأ أكبر، والمعصية إثم يلقاه صاحبه بين يديه يوم يقف بين يدي الله، لا ينفعه مال ولا بنون، وعليه نقول للسائلة الكريمة:  سارعي إلى مغفرة من ربّك بالتوبة النصوح مستغلة النّفحات الربانية في هذا الشهر الكريم، فإنّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن رحمة الله ورأفته بعباده أن تجاوز لهم عن أخطائهم متَى تابوا وصدقت منهم التوبة بل زادهم ويبدل سيّئاتهم حسنات، قال تعالى: “وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفُ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا” الفرقان:68-70، وأركان التوبة النصوح كما يلي: الإقلاع عن المعصية والبعد عن جوّها وأصحابها وما يؤدي إليها. والندم على فعلها مع التمنّي لو أن مرتكب المعصية لم يفعلها. وكذلك عقد العزم على عدم الرجوع إليها بإرادة وثبات بنية الطاعة لله سبحانه وتعالى. إلى جانب تبرئة الذمّة إن كانت المعصية في حق عبد من عباد الله كرد المظلمة وإعادة الأموال إن كانت مسروقة واستسماح من وقع الخطأ في حقّه. إضافة إلى إن كان الذنب ممّا يتعذّر البوح به واستسماح صاحبه بأنّنا ندعو له بالرحمة والمغفرة والخير عمومًا مع ذكره بالخير حين يذكر في مجلس ما.

 

السؤال :

ما حكم مَن يُكثر من الحكّ في الصّلاة، وهل كثرة الحركة تبطل الصّلاة؟

الجواب :

حكّ الجسد في الصّلاة لغير ضرورة يُعتبر من مكروهات الصّلاة، لما جاء في الصّحيح: “أُسكُنوا في الصّلاة”، ولا تفسد الصّلاة بفعله إلاّ إذا كان كثيرًا بحيث يُحكم على فاعله كأنّه ليس في صلاة فإنّه يفسد الصّلاة حينئذ، حكمه حكم الأفعال الكثيرة المنافية للصّلاة. واللّه أعلم.

الشيخ أبو عبد السلام