الفتاوى الشرعية

الفتاوى الشرعية

 

السؤال :

امرأة تضع في لباس ابنها الصغير قطعة ذهبية في صورة يد تسمى الخامسة، فهل هذا جائز أو حرام؟

الجواب :

ما تفعله هذه المرأة من التمائم التي جاء النهي عنها، وهو من فعل أهل الجاهلية، فقد روى أحمد وأبو يعلى والحاكم بإسناد جيد عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا ودع الله له” وفي رواية أحمد ” من علق تميمة فقد أشرك” .

وعلى المؤمن أن يعتقد أن الله تعالى هو الضار والنافع، وهو المعطي والمانع، والخير كله بيده، وكل شر لا يدفعه إلا هو سبحانه، هذه هي عقيدة المؤمن الحق، ومن علق تميمة وهو يعتقد أنها تدفع عنه العين أو السحر وتحميه من الشرور والأذى فقد دخل بابا من أبواب الشرك والعياذ بالله.

 

السؤال :

ما معنى قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة حتّى ما يكون بينه وبينها إلاّ ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار فيدخلها”؟

الجواب :

قال اللّه تعالى: “وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ” غافر:40، فوعد اللّه عباده المؤمنين بالحياة الطيبة وبالجزاء الحسن في الدنيا والآخرة، واللّه لا يخلف الميعاد، ومعنى الحديث إلى من عمل الصالحات دون الإخلاص فأعماله لا تقبل، وسيختم له بسوء، ويدل على هذا الحديث الآخر: “إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس” أي فيما يظهر لهم فساد نيته وعدم إخلاصه للّه تعالى فيه.  قال النووي في شرح هذا الحديث: “فإن قيل: قال اللّه تعالى “إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً” الكهف:30. ظاهر الآية أن العمل الصالح من المخلص يقبل، وإذا حصل القبول بوعد كريم آمن مع ذلك من سوء الخاتمة، فالجواب على وجهين: أحدهما: أن يكون ذلك معلّقًا على شروط القبول وحسن الخاتمة، ويحتمل أن مَن آمن وأخلص العمل لا يختم له دائمًا إلاّ بخير، ثانيهما: أن خاتمة السوء إنّما تكون في حق مَن أساء العمل أو خلّطه بالعمل الصالح المشوب بنوع من الرياء والسمعة، واللّه أعلم.

الشيخ أبو عبد السلام