السؤال :
امرأة تسأل: متَى أبدأ في تعليم أولادي واجبات الدّين؟
الجواب :
ورد في الصحيح قوله صلّى الله عليه وسلّم: ”كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته”، أخرجه البخاري ومسلم. فالوالدان مسؤولان عن تربية الأولاد تربية سليمة، تقوم على تعليمهم أصول الاعتقاد وواجبات الدِّين والآداب والأخلاق الحسنة، وينهاهم عن المحرّمات وعن كلّ شرّ ورذيلة. ويبدأ تعليم الأولاد عند بلوغهم سن التمييز، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ”مُرُوا أولادَكُم بالصّلاة لسبعٍ واضربوهم عليها لعشر وفرّقوا بينهم في المضاجع”، أخرجه أحمد وأبو داود، وهو حديث صحيح. فيؤمَر الوالدان حينها بتعليمهم وتربيتهم على الخير، فيعلّمونهم القرآن وما تيسّر من الأحاديث، ويعلّمونهم الأحكام الشرعية التي تناسب أعمارهم، كتعليمهم الوضوء والصّلاة، وأذكار النوم والاستيقاظ والأكل والشرب، وينهونهم عن الكذب والغيبة والنميمة وغيرها. وبذلك، ينشأ الأولاد على فعل الخير وترك الشر منذ الصغر. وانظر إلى ابن أبي زيد القيرواني المالكي في رسالته المعروفة، فقد ألّفها استجابة لأحد الشيوخ المعلمين، حتّى يجعلها مقرّرًا في العقيدة والفقه في تعليم الأطفال الصغار الملتحقين بكُتّابه. ولو تطلّع عليها الآن، لوجدتها صعبة الفهم والإدراك على الكبار، وذلك لأن السلف الصالح علموا أن إصلاح المجتمع مرهون بصلاح جميع أفراده، والصغار هم أمل كل مجتمع.
السؤال :
هل يجوز دفع رشوة للموظّف الحكومي إن اشترطها؟
الجواب :
إنّ ممّا حرّمه الإسلام وغلّظ في تحريمه: الرشوة، وهي دفع المال في مقابل قضاء مصلحة يجب على المسؤول عنها قضاؤها دونه، ويشتدّ التحريم إن كان الغرض من دفع هذا المال إبطال حقّ أو إحقاق باطل أو ظلماً لأحد.
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “لعن اللّه الرّاشي والمُرتشي والرّائش بينهما” واللعنة هي الطردُ من رحمة اللّه، نعوذ باللّه من ذلك. والرّاشي هو الّذي يدفع الرشوة، والمرتشي هو الّذي يطلبها، والرّائش بينهما هو الوسيط بين الرّاشي والمُرتشي. وعليه، لا يجوز دفع هذه الرّشوة للموظّف ولو اشترطها لإتمام مناقصة من الواجب عليه إتمامها دون أن تُدفَع له. واللّه المستعان.
الشيخ أبو عبد السلام