الفتاوى الشرعية

الفتاوى الشرعية

السؤال :

سيّدة تسأل عن حكم الشّرع في توقيف الإنجاب بإجراء عملية جراحية على مستوى المبيض، وذلك بسبب ولادتها المتعسِّرة “عملية قيصرية” ولأنّها تعاني من نقص المناعة؟

الجواب :

إنْ قرَّر الأطباء المؤمنون ضرورة إجراء تلك العملية حفاظًا على صحّة الأم فلا حرج في ذلك، أمّا تحديد النّسل لغير هذا السبب فلا يجوز كخشية الفقر ونحوه، قال تعالى: “ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحنُ نرزقُهم وإيّاكم”، وقد حثّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من الزّواج بالولود والإكثار من الولد في قوله: ”تزوّجوا الودود الولود فإنّي مكاثر بكم الأمم يومَ القيامة”، والله وليّ التّوفيق.

 

السؤال :

ما حكم بيع الأعضاء لسداد الديون؟

الجواب :

جسد الإنسان ليس ملكا له، ولا يصح أن يبيع شيئا منه، لأنه لا يملكه، سواء كان مدينا أو غيره، فدين الإنسان لا يبرر له أن يبيع شيئا من جسده، أما التبرع بما لا يضر شيئا من جسد المتبرع فلا بأس به. يقول الشيخ جعفر أولفقي أبو عبد السلام: “المعلوم في البيع أنه لا يصح إلا بشروط من بينها أن يكون البيع معلوم .. فالمملوك ملكا تاما مباح شرعا، والسؤال المطروح هنا: هل الإنسان مالك لجسده؛ حيث يبيع ويشتري كما لو كان بضاعة معروضة في الأسواق؟ ألا فلتعلم يا أخي أن الله خلقك لعبادته، وزودك بكل ما به تتحقق هذه العبودية؛ فكل ما في جسدك هو عطاء الله؛ فهو إذن ملك لله؛ فأنت لا تملك شيئا من جسدك، ومن ثَم لا يحق لك أن تتصرف فيه، إلا كما شرعه الله كعلاج الأعضاء المريضة وبتر بعض الأعضاء الفاسدة الثابت فسادها طبيا؛ حيث يتعذر علاجها، ويتضرر بقية الجسد ببقائها”. من هنا اتفق جمهور العلماء على أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال بيع عضو في الجسد؛ لتسديد الدين أو لغيره. أما في وضعك هذا فالذي وجّه إليه الشارع الحكيم هو أن تعلن عجزك، وتسأل الله أولا أن يعينك على هذا العجز، ثم تتوجه إلى عباد الله والإحسان فيهم لا ينقطع فقد تجد منهم من يعينك على ما أنت فيه، وأن تطلب من دائنك أن يخفف عنك، إما بامتثال قوله تعالى “فنظرةٌ إلى ميسرة”، أو يرزقه الله خلق العفو وابتغاء ما عند الله للعافين عن الناس، ويتنازل لك عن دينه، ولا يجوز إذن أن تلجأ إلى بيع عضو من جسدك؛ وقد أجاز بعض العلماء التبرع ببعض الأعضاء التي لا يتضرر المتبرع من فصلها عن جسده كما ينتفع بها الذي توهب له. وهذا يترتب عليه أجر للمتبرع؛ لأنه عمل يدخل في باب البر والإحسان، وبخاصة إذا كان ذلك منقذا للموهوب له؛ فهو يدخل في قوله تعالى “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”.

الشيخ أبو عبد السلام