السؤال :
سائل يستفسر عن كيفية الإيمان بالكتب، باعتبارها ركنا من أركان الإيمان؟
الجواب :
من المعلوم أنّ أركان الإيمان ستة، وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر والقدر، خيره وشرِّه. والإيمان بالكتب يكون باعتقاد أنّها منزّلة من عند الله، كالتوراة الّتي أُنزلت على موسى عليه السّلام، والإنجيل الذي أُنزل على عيسى عليه السّلام، والزبور الذي أُنزل على داود عليه السلام، وعلينا أن نؤمن وأن نعتقد وأن نعمل بما جاء في القرآن الكريم، آخر الكتب السّماوية، قال سبحانه وتعالى: “وأنْزَلنَا إليكَ الكتاب بالحقِّ مُصدِّقًا لما بين يديْهِ من الكتاب ومُهيمِنًا عليه” المائدة .48 فلا يجوز العمل بحكم ورد في أحد الكتب السابقة ونسخ في شريعتنا، قال سبحانه وتعالى: “لكُلٍّ جعلنا منكُم شِرْعَةً ومنهاجًا” المائدة .48
والقاعدة تقول: ”شرعُ مضن قبلنا شرعٌ لنا إذا لمْ يرِد في شرعنا خلافه”.
وقد ثبت أنّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، وجد يومًا في يدي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أوراقًا من التوراة، فَاحْمَرَّ وجهُ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم غضبًا، وأخبر بأنّه لو كان موسى حيًّا لمَا وسعهُ إلاّ إتباعه صلّى الله عليه وسلّم، لأنّ شريعتنا الخالدة ناسخة لجميع الشّرائع، مع اشتمالها على بعض الأحكام الّتي وجدت في الشّرائع السابقة.
السؤال :
سيّدة تسأل عن حكم استغلال الفوائد الربوية في بناء المساجد؟
الجواب :
الفوائد الربوية مال حرام، واستغلالها لغير ضرورة لا يجوز مطلقًا، فأكل الحرام خطيئة عظيمة تستوجب عقاب اللّه عزّ وجلّ ومحق البركة وردّ الدعاء، وغير ذلك من أنواع العقاب الدنيوي والأخروي. والله عزّ وجلّ طيّب لا يقبل إلاّ طيّبًا، لهذا، فإنه لا يجوز بناء المسجد بتلك الأموال المحرّمة، والأولى إنفاقها في بناء المراحيض العمومية مثلاً، أو بناء أماكن رمي القاذورات، وما أحوج الأحياء والمجمّعات السكنية لذلك. وإذا تعذّر ذلك تُعطى للفقراء الّذين تشتد حاجتهم دون إعلامهم بمصدرها.
الشيخ أبو عبد السلام