بعدما أثبت نجاعته في عديد المرات

الفايسبوك.. من موقع للدردشة إلى فضاء استغاثة

الفايسبوك.. من موقع للدردشة إلى فضاء استغاثة

عرفت مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفايسبوك الموقع الأكثر شعبية لدى الجزائريين، تحولا ملحوظا في مضمونها خلال الموجة الثالثة لانتشار فيروس كورونا، فمع تزايد حالات الإصابة وظهور أزمة في الأكسجين، تحولت هذه المواقع من مواقع دردشة وتسلية ومشاركة الأخبار ونشرها إلى فضاء لنشر نداءات الاستغاثة وطلب المعونة، بغرض استقطاب معظم شرائح المجتمع.

واتخذ بعض المدونين وأصحاب الصفحات على اختلافها من هذه المواقع وسيلة لنقل انشغالات المرضى والمحتاجين في ظل أزمة وطنية سببها غياب مستلزمات طبية أساسية تلعب دورا هاما في إنقاذ حياة المرضى المتواجدين على مستوى مصالح الاستعجالات الطبية والإنعاش وحتى أولئك الذين لم يجدوا مكانا في المستشفيات.

صداها تعدى حدود الوطن

تمكنت هذه المواقع من إيصال صوت المواطن وأزمة الوطن لأبنائه في الخارج، فالتحقت خلال هذه الجائحة العديد من الصفحات الرائدة في الخارج على مواقع التواصل الاجتماعي، بالحملة الوطنية، من أطباء ومشاهير مقيمين بدول أجنبية؛ استجابة لاستغاثة الوطن ومواطنيه؛ بحثا عن أساسيات إنقاذ حياة المرضى المصابين بكوفيد 19، الوباء الذي كشف عن متحور جديد له قبل أسابيع، أكثر فتكا، وأسرع انتشارا من سابقه.

دور فعال وعمل إيجابي

أثبتت مواقع _التواصل_، حسب عدد من روادها وأصحاب الصفحات التي اهتمت بهذا الشأن، قوتها في إيصال الرسائل التحسيسية إلى مختلف فئات المجتمع، بعدما استعان بها الجميع من تجار وأطباء ومنظمات ناشطة في مجالات إنسانية مختلفة، وكذا كتّاب وإعلاميين ونخبة ومجتمع مدني؛ سواء للتحسيس، أو الإخبار، أو التوعية، أو الترويج والإشهار، لتثبت مرة أخرى كفاءتها اليوم كذلك في حملات الاستغاثة والنداء، لمساعدة ذوي الحاجة من مرضى ومحتاجين، بعدما وجدت استجابة من كافة فئات المجتمع.

 

المواقع.. العين الساهرة على العمل الخيري

في هذا الصدد، قال “أمين” صاحب صفحة على موقع التواصل الاجتماعي، إن هذه المواقع أو التكنولوجيا بصفة عامة، سلاح ذو حدين، يمكن استغلاله لنشر الفساد، كما تقوم بذلك بعض العقول الفاسدة؛ من خلال نشر أفكار سلبية وفتن داخل المجتمعات، إلا أن هناك آخرين من أصحاب العقول النيرة والطيبة، يستغلونها لأغراض إيجابية، وللعطاء ومساعدة الغير، مشيرا إلى أن ذلك كان مجرد فكرة، لتتبلور بعد أن رحب بها عدد كبير من رواد المواقع، لتتحقق، أحيانا، بسرعة مدهشة، وتتحول إلى مشروع أو برنامج كبير. وقال: _كثيرا ما تم مساعدة أشخاص حتى قبل انتشار الوباء العالمي، سواء محتاجين أو مرضى في حاجة إلى دواء أو توجيه أو طلب استغاثة، وتكون، أحيانا، استجابة النداء في أقل من 24 ساعة_. وأضاف أن الفايسبوك، تحول إلى فضاء لنشر نداءات الاستغاثة بشكل مثير للفضول؛ فمتصفح الموقع يلفت انتباهه الكم الهائل من طلبات المساعدة أو نداءات أشخاص عجزوا عن إيصال معاناتهم إلى السلطات المعنية، إلا أنهم وجدوا في هذا الموقع البديل الأنسب لعرض مشاكلهم، لا سيما الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مادية.

وأضاف المتحدث أن الكثير من الجمعيات تنشر حملاتها عبر مواقع التواصل، بعدما أصبحت هذه الأخيرة بمثابة وسيط، أو همزة وصل بين المحسنين وذوي القلوب الرحيمة إلى الأشخاص الذين هم في حاجة إلى مساعدة، مضيفا أن الشعب الجزائري شعب سخي ومعروف عنه كرمه، ومساندته بعضه البعض خلال المصائب. والدليل على ذلك ما سُجل من حملات مساعدة، والتآزر خلال الأزمات سواء عند حدوث كوارث طبيعية أو مصائب اجتماعية أو حتى الأزمات الصحية، وهي الكارثة التي يتخبط فيها العالم اليوم، لكن رغم أن الجميع معرَّض لها، إلا أن نداءات الاستغاثة لمساعدة الأكثر حاجة حاليا، لقيت تعاطف الكثيرين، الذين أبدوا سخاء كبيرا من خلال المبالغ المالية والمساعدات، وتقديم أجهزة ووسائل تسهل عمل الطواقم الطبية، ناهيك عن المتطوعين الذين يقومون بإيصال الأغراض والمستلزمات للأشخاص المرضى

والعاجزين عن مغادرة البيت بسبب المرض أو التزامهم بالحجر الصحي المنزلي.

ل. ب