في تقرير تحدث عن خطر متصاعد في الجنوب الجزائري

“الفاو” تحذر من تكاثر غير مسبوق للجراد الصحراوي وتدعو الجزائر إلى اليقظة القصوى

“الفاو” تحذر من تكاثر غير مسبوق للجراد الصحراوي وتدعو الجزائر إلى اليقظة القصوى

دعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الجزائر ودول شمال غرب أفريقيا إلى تكثيف جهود المراقبة واتخاذ تدابير استباقية عاجلة لمكافحة الجراد الصحراوي، في ظل تحرك مجموعات من الجراد البالغ وأسراب صغيرة من منطقة الساحل نحو جنوب الصحراء الكبرى، بما في ذلك شمال وجنوب جبال الهقار بالجزائر.

وشهد نشاط الجراد تزايدا ملحوظا من أواخر فبراير إلى مارس، حيث وصلت الأسراب والمجموعات إلى مناطق في الجزائر الوسطى، وغرب ليبيا، وجنوب تونس، في ظل ظروف بيئية مواتية جعلت من موسم التكاثر الربيعي أكثر اتساعاً من المعتاد. وأفادت الفاو أن أنماط الرياح والأمطار ساعدت في تسهيل حركة الجراد من جنوب الجزائر وشمال مالي والنيجر وتشاد نحو الشمال. وكانت هذه المناطق قد شهدت نشاطا تكاثريا متواصلا من أوت حتى مارس، مما أدى إلى تدفق أسراب الجراد باتجاه شمال غرب إفريقيا، خاصة نحو الهقار في الجزائر وفزان جنوب غرب ليبيا، وهو ما دفع الفاو لتصنيف الوضع في المنطقة الغربية بـ”الحذر”، داعية إلى رفع مستويات التأهب والمراقبة. وقال سيريل بييو، مسؤول مراقبة الجراد وتوقعاته بالفاو: “المسوحات وعمليات المكافحة ضرورية بشكل خاص في المناطق التي خلقت فيها الأمطار الشتوية والربيعية ظروفا مواتية للتكاثر، بما في ذلك جنوب الجزائر”. وأضاف أن الفاو كانت قد توقعت منذ يناير بدء الفقس وتشكيل الألوية خلال الشهر الجاري، محذرا من احتمال تشكل أسراب صغيرة بين مايو ويونيو، قد تهدد المحاصيل والمراعي في حال عدم التدخل العاجل. وتوصي الفاو بإجراء مسوحات ميدانية مكثفة في المناطق الأكثر عرضة للتكاثر، من بينها الصحراء الجزائرية، التي تلقت كميات كافية من الأمطار تعزز نمو الغطاء النباتي، ما يخلق بيئة مثالية لنمو الجراد وتكاثره. ويعد الجراد الصحراوي من أخطر الآفات المهاجرة في العالم، حيث يمكن لسرب واحد أن يغطي مئات الكيلومترات المربعة، ويحتوي الكيلومتر الواحد على ما يصل إلى 80 مليون جرادة بالغة، تستهلك يومياً ما يعادل غذاء 35 ألف شخص. وأكدت الفاو أن الكشف المبكر والاستجابة السريعة أمران حاسمان لتفادي أزمة زراعية واسعة. وتواصل المنظمة عبر خدمة معلومات الجراد الصحراوي (DLIS) واللجنة الإقليمية CLCPRO تقديم الدعم الفني والميداني للدول المتأثرة، وعلى رأسها الجزائر، لضمان احتواء هذه الظاهرة في الوقت المناسب.

م. ب