الفائز بالجائزة الدولية مصطفى كاتب، محمد لمين بحري لـ “الموعد اليومي”: لم أكن أتوقع التتويج… تمنيت أن يفوز ناقد جزائري في هذه المسابقة إنصافا لجهود الباحثين الجزائريين

elmaouid

توج الأستاذ والناقد والروائي محمد لمين بحري بالجائزة الدولية “مصطفى كاتب” للنقد المسرحي في طبعتها الأولى، حيث حاز على المرتبة الأولى وجرت مراسيم توزيع الجائزة في حفل بهيج على هامش فعاليات

الطبعة الحالية من المهرجان الوطني للمسرح المحترف التي يحتضنها المسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي”. وعن هذا الفوز، تحدث الأستاذ محمد لمين بحري لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار.

 

– كيف جاءتك فكرة المشاركة في هذه المسابقة؟

* بعد اختتام الدورة السابقة لمهرجان المسرح المحترف، أطلق المسرح الوطني جائزة دولية للدراسات النقدية في المسرح الجزائري. وكانت الاستجابة واسعة من طرف النقاد الجزائريين والعرب. وقد قرأت اعلان المسابقة في الموقع الإلكتروني الخاص بالمسرح. وعلى صفحته في الفايسبوك التي توافينا بكل جديد، قررت المشاركة بدراسة نقدية سيميائية لثلاث مسرحيات جزائرية من الطبعة الماضية “كشرودة” لمسرح سوق أهراس، “ما بقات هدرة” لمسرح سكيكدة، “العطب” لمسرح باتنة.

 

– هل كنت تتوقع التتويج؟

* لم أكن أتوقع التتويج، بل كنت أتمنى أن يفوز ناقد جزائري.. فقط إنصافا لجهود الباحثين الجزائريين وقد تحقق ذلك أخيرا.

 

– ما محتوى دراستك عن “مصطفى كاتب”؟

* قدمت في هذه الدراسة تحليلا سيميائيا على مستوى الدلالة والتواصل لثلاث مسرحيات من الدورة السابقة للمهرجان، وهي مسرحية “كشرودة” لأحمد رزاق (مسرح سوق أهراس) ومسرحية “مابقات هدرة” لمحمد شرشال (مسرح سكيكدة) ومسرحية “العطب” لفوزي بن براهيم (مسرح باتنة)، وهذه الأخيرة عمل مقتبس عن نص فريدريش دورنمارت. وأرفقت الدراسة بمخططات توضيحية تطبيقية للعلاقات الدرامية التواصلية بين عناصر كل عمل من جهة وممكنات تلقيها السيميائي والتأويلي من جهة ثانية.

 

– كثرة المشاركين في هذه المسابقة، ألم تؤثر عليك؟

* أعتقد أن الفوز بين مشاركين جزائريين وعرب بجائزة دولية في حد ذاته يحفز على خوض بقية النقاد الجزائريين غمار المشاركة في هذه الدورة في طبعاتها اللاحقة دون أن يعنينا عدد المشاركين، لأن أصالة البحث وعمقه هو من يرشحه والأحسن دائما هو المتصدر مهما كان عدد المنافسين، وفي النهاية خدمة المسرح الجزائري هي الفائزة.

 

– هل أنت مهتم بأبي الفنون؟

* ينبع اهتمامي بالمسرح من دراستي وتخصصي في الجامعة، إذ أدرس الأدب العالمي الذي مهد لدخولي عالم المسرح ونقده تشجيعا من أساتذتي، وعلى رأسهم الأستاذة جميلة زقاي التي درّستني النقد المسرحي، وأهدي لها هذا التشريف ولكل النقاد الجزائريين.

 

– وما جدوى هذه الدراسات في خدمة المسرح وتطويره؟

* النقد المسرحي هو المرآة التي يعرف بها العمل المسرحي بكل جوانبه قيمته الحقيقية. فكلما تطور النقد واشتد السجال النقدي حول عمل ما إلا وانعكس ذلك إيجابيا على ذلك العمل وغيره، لأن النقد يقوّم الأعمال ويهذبها ويشير إلى مواطن سلبياتها لتفاديها وإيجابياتها للتركيز عليها.

وإذا ما برزت دراسة نقدية لعمل ما، إلا واستفاد منها ذلك العمل وبقية الأعمال، وهذا هو صلب اهتمام لجان التحكيم في المهرجانات التي تتشكل من نقاد أصحاب دراسات عميقة. ومن حسن الحظ أن الدراسات التي تقدمت بها للمسابقة ستنشر في كتاب وتوزع على المثقفين والمسرحيين عبر الوطن، وهذا في فائدة الجميع.

 

– بصراحة ما رأيك في المشهد المسرحي حاليا خاصة من ناحية المسرحيات التي تقدم من مختلف المسارح الجزائرية؟

* هناك عروض كثيرة ترقى إلى مستوى المنافسة الدولية، لكن حين لا يتم التكفل بها ماديا وتمويلها، تتوقف عن العرض ولا تسافر خارج الوطن رغم الدعوات الكثيرة التي نتلقاها.

حاورته: حورية/ ق