عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: “بيْنَا أنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُنِي في الجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إلى جَانِبِ قَصْرٍ، قُلتُ: لِمَن هذا القَصْرُ؟ قالوا: لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا”، قالَ أبو هُرَيْرَةَ: فَبَكَى عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، ثُمَّ قالَ: أعَلَيْكَ بأَبِي أنْتَ وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ، أغَارُ؟” رواه البخاري. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ الله يَغَارُ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ الله أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ” رواه البخاري، إن الشعور بالغيرة أمرٌ طبيعي في العلاقة الزوجية، فالغيرة المنضبطة قد تكون مطلوبةً للمحافظة على استمرارية العلاقة الزوجية، وزيادة مشاعر المودة، ولكن تحدث المشكلة عندما تتحوَّل إلى غيرة مفرطة لا يُمكن التحكُّم بها؛ مما يُشعر الأزواج بالقلق والخوف وعدم الأمان، ويُهدِّد العلاقة بينهما، وقد يدمِّرها أيضًا؛ لذا من الضروري التمييز بين الغيرة المنضبطة وغير المنضبطة لضمان استمرار العلاقة بنجاح. فقد جاء الإسلام بعدة أوامر ونواهٍ للأسرة حتى يحفظها ويجعلها نظيفة ونقية، ومنها: أنه فرض على المسلمات ستر مفاتنهن، وعدم إبداء زينتهن، يقول الله عز وجل ” وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ” النور: 31، وأنه حرَّم الدخول على النساء لغير محارمهن، وأنه أوصى بالحياء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الْحَياءُ مِن الْإِيمَانِ”، ومنها أنه حضَّ على حماية الأعراض، وأمر بغَضِّ البصر، وأنه أمر المرأة بعدم الخضوع في القول. ولعلاج نار الغيرة عند الزوجين عليهما بالتالي:
أولًا: تعزيز الثقة بينهما، فكلما وَثَقَ كلُّ شريك بشريكه انتفت دواعي الغيرة بينهما.
ثانيًا: الصراحة والابتعاد عن الغموض في تصرُّفاتهما، فالصراحة تجعل العلاقة تسودها الشفافية دون الوصول إلى الشك بينهما بسبب الغيرة.
ثالثًا: الابتعاد عن الهوس والشك غير المنطقي الذي تسبِّبه الغيرة؛ مما يؤثِّر سلبًا على العلاقة، فتهدم الاستقرار والسعادة الزوجية.
رابعًا: التعامل مع هذه المشاعر بتفهُّم ودون غضبٍ، ومحاولة إشعار الشريك الغيور بالأمان، وتجنُّب التصرُّفات المثيرة للغيرة.
خامسًا: إظهار المودة باستمرار، والتعامل مع الشريك الآخر بمودة، وأنه جزء مهم في حياته.
أخيرًا: التركيز على الأمور الإيجابية في حياة الزوجين بدلًا من التركيز على ما يمتلكه الآخرون، وحسدهم على ذلك، مع تجنُّب الاختلاط بالأشخاص دائمي البحث عن الكماليَّة.
من موقع الالوكة الإسلامي